الفرق بين الإرادة الشرعية والإرادة الكونية، وضرب الأمثلة عليها. حفظ
الشيخ : إذن الفرق بينهما أن الإرادة الشرعية بمعنى المحبة، هذا واحد، يعني: تختص بما يحبه الله.
الإرادة الشرعية قد يقع فيها المراد وقد لا يقع، فالله تعالى يريد الصلاة شرعاً، لكن قد يصلي الإنسان وقد لا يصلي، مع أن الله قد أراد الصلاة شرعاً.
إذن تختص الإرادة الشرعية بإيش؟ بما يحبه الله.
ثانياً : لا يلزم فيها وقوع المراد.
الإرادة الكونية على العكس، يلزم فيها وقوع المراد، ولا تختص بما يحبه الله، بل تكون فيما يحبه وفيما يكرهه، واضح ؟ طيب. قلنا إنها أي الإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد فإذا أراد الله تعالى شيئاً كوناً وجب (( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون )).
ثانياً : أن الإرادة الكونية لا تختص فيما يحبه الله، بل تكون فيما يحبه الله وفي غير ما يحبه، ولهذا لو سئلت هل أراد الله من الزاني أن يزني؟ كوناً، إي نعم أراد ذلك، فكل شيء واقع فإننا نعلم أنه قد تعلقت به الإرادة الكونية.
ولنضرب لهذا أمثلة:
أولاً: إيمان أبي بكر رضي الله عنه من أي الإرادتين ؟ لا أحد يتكلم.
الطالب : الإرادة الشرعية والكونية.
الشيخ : الإرادة الشرعية والكونية، علل؟
الطالب : لأنه كونه وقع تم بالإرادة الكونية.
الشيخ : نعم
الطالب : وكونه آمن.
الشيخ : محبوباً إلى الله، وكونه محبوباً إلى الله.
الطالب : إرادة شرعية
الشيخ : إرادة شرعية، صحيح يا جماعة ؟ طيب.
كفر أبي لهب هل هو مراد بالإرادة الشرعية أو بالإرادة الكونية؟
الطالب : الإرادة الكونية.
الشيخ : الإرادة الكونية، لماذا؟ علل؟
الطالب : واقع.
الشيخ : لأنه واقع، ووقوعه يدل على أنه مراد كوناً، طيب لماذا لم يكن مرادا شرعاً؟ لأنه غير محبوب لله، كل شيء يقع في الكون وهو غير محبوب إلى الله فهو مراد كوناً لا شرعاً، واضح يا جماعة؟
طيب، إيمان أبي لهب ؟ نصر؟
الطالب : إيمان أبي لهم؟
الشيخ : نعم، ما يحتاج تأمل إيمان أبي لهب؟
الطالب : كونية لأنه وقع.
الشيخ : كيف ؟
الطالب : غير كونية ولا شرعية
الشيخ : يعني غير مراد لا كوناً ولا شرعاً ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : وش تقول يا إمداد؟
الطالب : مرادة شرعاً ولكنها غير مرادة كوناً.
الشيخ : مراد، إيمان مذكر.
الطالب : مراد
الشيخ : مراد شرعاً
الطالب : وغير مراد كوناً.
الشيخ : إي، وش تقولون يا جماعة؟ صحيح، الله تعالى يريد من أبي لهب أن يؤمن، يريد شرعاً لكن كوناً لا، لأنه لو أراد كوناً أن يؤمن لآمن.
طيب، كفر أبي سفيان؟ الأخ؟
الطالب : مراد لله عز وجل شرعاً.
الشيخ : كفره مراد شرعاً؟! هل الله يحب الكفر؟
الطالب : مراد كوناً.
الشيخ : مراد كوناً، كيف؟ وعن أبي سفيان رضي الله عنه؟
الطالب : شرعاً.
الشيخ : مراد شرعاً لأن الشرع يدعو إلى الكفر.
الطالب : ...
الشيخ : نعم عبد الرحمن.
الطالب : غير مراد لا كوناً ولا شرعاً .
الشيخ : كفر أبي سفيان؟
الطالب : إي نعم.
الشيخ : لا كوناً ولا شرعاً، خطأ.
الطالب : في أوله لأن أبا سفيان...، فنقول في أوله حياته كان مرادا كونا، وفي آخر حياته ليس مراد لا شرعاً ولا كوناً.
الشيخ : إي، وش تقولون يا جماعة ؟
الطالب : صحيح.
الشيخ : يقول فيه التفصيل، كفر أبي سفيان حال كفره مراد كوناً لا شرعاً، وكفره بعد إسلامه غير مراد لا شرعاً ولا كوناً، صح ولا لا ؟ نعم، هذا هو الواقع.