مناقشة الشيخ للطلاب حول ما سبق حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ذكر المؤلف فيما سبق أن الله يجوز له أن يعذب الخلق بدون ذنب ولا جرم وعلل ذلك، يلا يا حجاج؟
الطالب : علل ذلك على أنه جميل معنى ذلك أن.
الشيخ : بأن كل فعل منه هو جميل، هذا واحد، فقط؟ ما علل إلا بواحد فقط؟ لا لا تراجع الكتاب، سبحان الله!
الطالب : بأن هذا الفعل جميل، وهو لا يفعل إلا الأصلح.
الشيخ : لا.
الطالب : أنه لا يُسأل عما يفعل.
الشيخ : أنه لا يسأل عما يفعل، هو يفعل ما يشاء، طيب. نحن رددنا هذا القول بأدلة من القرآن والسنة، وبنقض ما علل به، فما هي الأدلة من القرآن ؟ نعم؟
الطالب : أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ على نفسه أو أوجب على نفسه بأنه يحسن إلى المحسن ...
الشيخ : لا تجيب لي لأن، إذا قلت لي لأن صار تعليل، نريد دليل، دليل من القرآن يرد هذا القول؟
الطالب : (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )).
الشيخ : وجه الدلالة من الآية ؟
الطالب : أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الذين أحسنوا.
الشيخ : وعدهم وعدهم.
الطالب : وعدهم بالحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : وغير هذا الدليل، نريد دليل أصرح من ذلك، هذا دليل صحيح، لكن نريد أصرح منه لئلا ينازع منازع في الاستدلال، نعم؟
الطالب : قال عز وجل : (( وما ربك بظلام للعبيد )).
الشيخ : إي، قال المؤلف هذا ليس بظلم، لأن له أن يفعل ما شاء، أحمد؟
الطالب : قال تعالى : من عمل صالحاً فلنفسه وهو مؤمن.
الشيخ : (( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً )) طيب، هذا صريح، لا يخاف ظلماً، ظلماً بإضافة سيئات إليه، ولا هضماً من حسناته، طيب.
من السنة ؟
الطالب : ( إن الله حرم الظلم على نفسه ) حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: فإن الله.
الشيخ : قدسي، حديث قدسي، قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى : ( يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً ).
طيب، من العقل؟ دليل من العقل أن ما قاله المؤلف غير صحيح ؟
الطالب : إذ أن المطيع ... ليس، إذا عاقبه يكون هذا ظلماً لأن فعل ...
الشيخ : ما ضبطت.
الطالب : أن هذا ليس بدليل ... أن يعاقب المطيع ويجعله متساوي وهو العاصي.
الشيخ : طيب، ووجه ذلك لو قلت لعبدك مملوك، يا عبدي إذا أنجزت هذا الفعل فأنا أعطيك عشرة ريالات، فحدث وأنجزه فأعطيته عشرة أسواط، وش يكون هذا ؟ هذا قبيح عقلاً، قبيح، كيف تقول أنجز هذا العمل ولك عشرة ريالات فإذا أنجزه أعطيته عشرة أسواط؟! هذا قبيح في العقل، إذا كان قبيحاً في فعل العبد فكيف يكون جميلاً في حق الله عز وجل، وهو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين ؟!
طيب، بماذا ننقض قوله : " لأنه عن فعله لا يسأل " عبد القادر؟
الطالب : نعم شيخ.
الشيخ : بماذا ننقض هذا التعليل، التعليل الأول بأن فعله، بأن هذا الفعل الذي ذكره المؤلف غير جميل.
الطالب : المعروف أن الله سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل، ولكن لما أمر الناس أن يعبدو الله حق عبادته، فإذا كان الإنسان مطيع وكان الإنسان تقي، ثم عذبه الله سبحانه وتعالى فإنه يسأل عنه.
الشيخ : فإنه يمكن أن يقع السؤال، يقول: يا رب أمرتني فأطعت، ونهيتني فتركت، وأخبرتني فصدقت، نعم، فبما تعذبني ؟ طيب، واضح ؟
الطالب : يحمل المراد لماذا لا يُسأل عن يفعل، عن السبب المقتضي للثواب والعقاب.
الشيخ : لا يُسأل عما يفعل بالنسبة للسبب لا للمسبب لا للمقتضى، للمقتضي لا للمقتضى، كما سيأتي في كلام المؤلف.
طيب، خطر على بالي ما جاء في الحديث : ( إن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ) فكيف نجيب عن هذا الحديث؟
الجواب عنه نقول من أوجه:
أولاً : نطالب بصحته هذه واحدة، فإذا صح كان المعنى: إن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لكان تعذيبه إياهم في غير ظلم، أي: لكان تعذيبه إياهم لسبب منهم وهو المعصية.
ثالثا : لو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم، وذلك بأن يقابل إحسانه بإحسانهم، فإنه إذا قابل إحسانه بإحسانهم صار إحسانهم ليس بشيء، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لن يدخل أحد منكم الجنة ) أو قال: ( لن يدخل أحد الجنة بعمله ) أي: من باب المقابلة، لأننا لو أن الله حاسبنا على وجه المناقشة لكان فعلنا للخيرات ديناً علينا، لأنه هو الذي من علينا بذلك، وحيئذٍ لو عذبنا في هذه الحال أو من هذا الوجه لكان عذبنا هو غير ظالم لنا، هذا إذا صح الحديث، فلا يكون في هذا إشكال. نعم
ثم قال المؤلف رحمه الله :
" فإن يثب فإنه من فضله *** وإن يعذب فبمحض عدله "
نعم " فإن يثب فإنه من فضله " سواء أثاب المطيع على عمله بالطاعة أو عفى عن المجرم، فإن عفوه عن المجرم يعتبر إثابة، لأن ترك العقوبة إحسان، وإذا عفى عن المجرم فهو بفضله، والعفو عن المجرم محتمِل أو محتمَل، إلا إذا كان الإجرام شركاً، ودليله قوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )).
فهو إذا أثاب فإنه من فضله، وقلت لكم: الثواب قد يكون بالجزاء على العمل الصالح، وقد يكون بالعفو عن العمل السيئ لأن ترك العقوبة إحسان.
طيب : " وإن يعذب فبمحض عدله " ظاهر كلام المؤلف : إن يعذب مطلقاً لقوله : " وجاز للمولى يعذب الورى "، ولكننا نقول إن هذا الظاهر إن كان مراداً للمؤلف فهو غير صحيح، بل إن يعذب على الإساءة هذا هو الصحيح ، إن يعذب على الإساءة فبمحض العدل، بمحض العدل، نعم، لأنه لا يعذب على الإساءة إلا بمثل السيئة (( ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون )) شف الآية؟ يعني: لو جوزي بأكثر لكان ظلما، لكنهم لا يظلمون.
طيب إذن قوله : " إن يعذب فبمحض عدله " صحيح إن أراد به إيش؟ من أساء، إن يعذب من أساء، أما إن أراد به : إن يعذب حتى من أحسن، فليس بصحيح ، لأنه لو عذب المحسن لكان هذا ظلماً والله عز وجل منزه عن الظلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ذكر المؤلف فيما سبق أن الله يجوز له أن يعذب الخلق بدون ذنب ولا جرم وعلل ذلك، يلا يا حجاج؟
الطالب : علل ذلك على أنه جميل معنى ذلك أن.
الشيخ : بأن كل فعل منه هو جميل، هذا واحد، فقط؟ ما علل إلا بواحد فقط؟ لا لا تراجع الكتاب، سبحان الله!
الطالب : بأن هذا الفعل جميل، وهو لا يفعل إلا الأصلح.
الشيخ : لا.
الطالب : أنه لا يُسأل عما يفعل.
الشيخ : أنه لا يسأل عما يفعل، هو يفعل ما يشاء، طيب. نحن رددنا هذا القول بأدلة من القرآن والسنة، وبنقض ما علل به، فما هي الأدلة من القرآن ؟ نعم؟
الطالب : أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ على نفسه أو أوجب على نفسه بأنه يحسن إلى المحسن ...
الشيخ : لا تجيب لي لأن، إذا قلت لي لأن صار تعليل، نريد دليل، دليل من القرآن يرد هذا القول؟
الطالب : (( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة )).
الشيخ : وجه الدلالة من الآية ؟
الطالب : أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الذين أحسنوا.
الشيخ : وعدهم وعدهم.
الطالب : وعدهم بالحسنى وهي الجنة والزيادة النظر إلى الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : وغير هذا الدليل، نريد دليل أصرح من ذلك، هذا دليل صحيح، لكن نريد أصرح منه لئلا ينازع منازع في الاستدلال، نعم؟
الطالب : قال عز وجل : (( وما ربك بظلام للعبيد )).
الشيخ : إي، قال المؤلف هذا ليس بظلم، لأن له أن يفعل ما شاء، أحمد؟
الطالب : قال تعالى : من عمل صالحاً فلنفسه وهو مؤمن.
الشيخ : (( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً )) طيب، هذا صريح، لا يخاف ظلماً، ظلماً بإضافة سيئات إليه، ولا هضماً من حسناته، طيب.
من السنة ؟
الطالب : ( إن الله حرم الظلم على نفسه ) حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: فإن الله.
الشيخ : قدسي، حديث قدسي، قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى : ( يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً ).
طيب، من العقل؟ دليل من العقل أن ما قاله المؤلف غير صحيح ؟
الطالب : إذ أن المطيع ... ليس، إذا عاقبه يكون هذا ظلماً لأن فعل ...
الشيخ : ما ضبطت.
الطالب : أن هذا ليس بدليل ... أن يعاقب المطيع ويجعله متساوي وهو العاصي.
الشيخ : طيب، ووجه ذلك لو قلت لعبدك مملوك، يا عبدي إذا أنجزت هذا الفعل فأنا أعطيك عشرة ريالات، فحدث وأنجزه فأعطيته عشرة أسواط، وش يكون هذا ؟ هذا قبيح عقلاً، قبيح، كيف تقول أنجز هذا العمل ولك عشرة ريالات فإذا أنجزه أعطيته عشرة أسواط؟! هذا قبيح في العقل، إذا كان قبيحاً في فعل العبد فكيف يكون جميلاً في حق الله عز وجل، وهو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين ؟!
طيب، بماذا ننقض قوله : " لأنه عن فعله لا يسأل " عبد القادر؟
الطالب : نعم شيخ.
الشيخ : بماذا ننقض هذا التعليل، التعليل الأول بأن فعله، بأن هذا الفعل الذي ذكره المؤلف غير جميل.
الطالب : المعروف أن الله سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل، ولكن لما أمر الناس أن يعبدو الله حق عبادته، فإذا كان الإنسان مطيع وكان الإنسان تقي، ثم عذبه الله سبحانه وتعالى فإنه يسأل عنه.
الشيخ : فإنه يمكن أن يقع السؤال، يقول: يا رب أمرتني فأطعت، ونهيتني فتركت، وأخبرتني فصدقت، نعم، فبما تعذبني ؟ طيب، واضح ؟
الطالب : يحمل المراد لماذا لا يُسأل عن يفعل، عن السبب المقتضي للثواب والعقاب.
الشيخ : لا يُسأل عما يفعل بالنسبة للسبب لا للمسبب لا للمقتضى، للمقتضي لا للمقتضى، كما سيأتي في كلام المؤلف.
طيب، خطر على بالي ما جاء في الحديث : ( إن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ) فكيف نجيب عن هذا الحديث؟
الجواب عنه نقول من أوجه:
أولاً : نطالب بصحته هذه واحدة، فإذا صح كان المعنى: إن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه لكان تعذيبه إياهم في غير ظلم، أي: لكان تعذيبه إياهم لسبب منهم وهو المعصية.
ثالثا : لو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم، وذلك بأن يقابل إحسانه بإحسانهم، فإنه إذا قابل إحسانه بإحسانهم صار إحسانهم ليس بشيء، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لن يدخل أحد منكم الجنة ) أو قال: ( لن يدخل أحد الجنة بعمله ) أي: من باب المقابلة، لأننا لو أن الله حاسبنا على وجه المناقشة لكان فعلنا للخيرات ديناً علينا، لأنه هو الذي من علينا بذلك، وحيئذٍ لو عذبنا في هذه الحال أو من هذا الوجه لكان عذبنا هو غير ظالم لنا، هذا إذا صح الحديث، فلا يكون في هذا إشكال. نعم
ثم قال المؤلف رحمه الله :
" فإن يثب فإنه من فضله *** وإن يعذب فبمحض عدله "
نعم " فإن يثب فإنه من فضله " سواء أثاب المطيع على عمله بالطاعة أو عفى عن المجرم، فإن عفوه عن المجرم يعتبر إثابة، لأن ترك العقوبة إحسان، وإذا عفى عن المجرم فهو بفضله، والعفو عن المجرم محتمِل أو محتمَل، إلا إذا كان الإجرام شركاً، ودليله قوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )).
فهو إذا أثاب فإنه من فضله، وقلت لكم: الثواب قد يكون بالجزاء على العمل الصالح، وقد يكون بالعفو عن العمل السيئ لأن ترك العقوبة إحسان.
طيب : " وإن يعذب فبمحض عدله " ظاهر كلام المؤلف : إن يعذب مطلقاً لقوله : " وجاز للمولى يعذب الورى "، ولكننا نقول إن هذا الظاهر إن كان مراداً للمؤلف فهو غير صحيح، بل إن يعذب على الإساءة هذا هو الصحيح ، إن يعذب على الإساءة فبمحض العدل، بمحض العدل، نعم، لأنه لا يعذب على الإساءة إلا بمثل السيئة (( ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون )) شف الآية؟ يعني: لو جوزي بأكثر لكان ظلما، لكنهم لا يظلمون.
طيب إذن قوله : " إن يعذب فبمحض عدله " صحيح إن أراد به إيش؟ من أساء، إن يعذب من أساء، أما إن أراد به : إن يعذب حتى من أحسن، فليس بصحيح ، لأنه لو عذب المحسن لكان هذا ظلماً والله عز وجل منزه عن الظلم.