تتمة شرح قول الناظم: ( فلم يـجـب عليه فعل الأصلح ولا الصـلاح ويح من لم يـفلـح ) حفظ
القارئ : وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله تعالى :
" فلم يجب عليه فعل الأصلح *** ولا الصلاح ويح من لم يفلح
فكل من شاء هداه يهتدي *** وإن يرد إضلال عبد يعتدي
والرزق ما ينفع من حلال *** أو ضده فحل عن المحال
لأنه رازق كل الخلق *** وليس مخلوق بغير رزق
ومن يمت بقتله من البشر *** أو غيره فبالقضاء والقدر
ولم يفت من رزقه ولا الأجل *** شيء فدع أصل الضلال والخطل "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف رحمه الله :
" فلم يجب عليه فعل الأصلح *** ولا الصلاح ويح من لم يفلح "
سبق لنا أن المؤلف رحمه الله مشى على ما مشى عليه أهل السنة من جهة، وخالف المعتزلة من جهة أخرى.
المعتزلة يقولون إنه يجب على الله فعل الأصلح بجانب الصلاح، وفعل الصلاح بجانب الفساد.
ولكننا قلنا: إنه إن كان المراد بالصلاح والفساد والأصلح ما يناط بالعقل فقول المعتزلة خطأ، وذلك لأن عقولنا تقصر عن إدراك الصلاح والفساد، قد نظن هذا الشيء فسادا ويكون صلاحاً، وقد نظنه صلاحا ويكون فساداً.
وإن أراد بالأصلح ما تقتضيه حكمة الله عز وجل وإن كان بالنسبة لنا سيئاً فإن هذا هو ما تقتضيه حكمة الله عز وجل، لأن الله لا يفعل شيئاً يكون فساداً، كيف يفعل ذلك وهو يقول : (( لا يحب الفساد ))، ولكن نحن قد نظن هذا الشيء فساداً وهو صلاح، كخلق إبليس مثلاً، خلق إبليس يقول أهل السنة للمعتزلة : خلق إبليس فساد، فهذا ينقض عليكم قولكم إنه يجب على الله فعل الأصلح.
المعتزلة يقولون: يجب على الله فعل الأصلح، أهل السنة كما قال المؤلف يقولون : لا يجب، لكن نحن نريد أن نفصل كما فصلنا بالأمس.
خلق إبليس يقول أهل السنة للمعتزلة إنه فساد وشر، وأنتم تقولون إن الله يجب عليه فعل الأصلح أو الصلاح، فكيف يتفق قولكم مع خلق إبليس ؟
نقول: يمكن الجواب عن هذا بأن يقال : إن خلق إبليس شر من وجه، خير من وجه آخر، لولا خلق إبليس ما وجد الكفر ولا الفسوق والعصيان، ووجود الكفر والفسوق والعصيان هو مقتضى حكمة الله عز وجل الذي يه تتم كلمته ويصدق وعده، قال الله تعالى : (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) لو كان الناس كلهم على الصلاح هل تتم كلمة الله بملئ النار؟ لا.
إذن فوجود إبليس وإن كان فيه الشر والفساد، لكن خلقه وإيجاده مصلحة، لأن ذلك مقتضى الحكمة الذي يتم به غايات حميدة أرادها الله عز وجل.
قال المؤلف رحمه الله تعالى :
" فلم يجب عليه فعل الأصلح *** ولا الصلاح ويح من لم يفلح
فكل من شاء هداه يهتدي *** وإن يرد إضلال عبد يعتدي
والرزق ما ينفع من حلال *** أو ضده فحل عن المحال
لأنه رازق كل الخلق *** وليس مخلوق بغير رزق
ومن يمت بقتله من البشر *** أو غيره فبالقضاء والقدر
ولم يفت من رزقه ولا الأجل *** شيء فدع أصل الضلال والخطل "
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف رحمه الله :
" فلم يجب عليه فعل الأصلح *** ولا الصلاح ويح من لم يفلح "
سبق لنا أن المؤلف رحمه الله مشى على ما مشى عليه أهل السنة من جهة، وخالف المعتزلة من جهة أخرى.
المعتزلة يقولون إنه يجب على الله فعل الأصلح بجانب الصلاح، وفعل الصلاح بجانب الفساد.
ولكننا قلنا: إنه إن كان المراد بالصلاح والفساد والأصلح ما يناط بالعقل فقول المعتزلة خطأ، وذلك لأن عقولنا تقصر عن إدراك الصلاح والفساد، قد نظن هذا الشيء فسادا ويكون صلاحاً، وقد نظنه صلاحا ويكون فساداً.
وإن أراد بالأصلح ما تقتضيه حكمة الله عز وجل وإن كان بالنسبة لنا سيئاً فإن هذا هو ما تقتضيه حكمة الله عز وجل، لأن الله لا يفعل شيئاً يكون فساداً، كيف يفعل ذلك وهو يقول : (( لا يحب الفساد ))، ولكن نحن قد نظن هذا الشيء فساداً وهو صلاح، كخلق إبليس مثلاً، خلق إبليس يقول أهل السنة للمعتزلة : خلق إبليس فساد، فهذا ينقض عليكم قولكم إنه يجب على الله فعل الأصلح.
المعتزلة يقولون: يجب على الله فعل الأصلح، أهل السنة كما قال المؤلف يقولون : لا يجب، لكن نحن نريد أن نفصل كما فصلنا بالأمس.
خلق إبليس يقول أهل السنة للمعتزلة إنه فساد وشر، وأنتم تقولون إن الله يجب عليه فعل الأصلح أو الصلاح، فكيف يتفق قولكم مع خلق إبليس ؟
نقول: يمكن الجواب عن هذا بأن يقال : إن خلق إبليس شر من وجه، خير من وجه آخر، لولا خلق إبليس ما وجد الكفر ولا الفسوق والعصيان، ووجود الكفر والفسوق والعصيان هو مقتضى حكمة الله عز وجل الذي يه تتم كلمته ويصدق وعده، قال الله تعالى : (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) لو كان الناس كلهم على الصلاح هل تتم كلمة الله بملئ النار؟ لا.
إذن فوجود إبليس وإن كان فيه الشر والفساد، لكن خلقه وإيجاده مصلحة، لأن ذلك مقتضى الحكمة الذي يتم به غايات حميدة أرادها الله عز وجل.