معنى قول الناظم: فصل في الكلام على القضاء والقدر غير ما تقدم ( وليس واجباً على العبد الرضا بـكـل مـقضـي ولكـن بالقضا ) حفظ
الشيخ : وهنا مسألة مهمة جداً: هل الواجب بالنسبة للقضاء والقدر، الرضا بالقضاء والمقضي، أو الرضا بالقضاء ويستفصل في المقضي؟
بين المؤلف ذلك في قوله:
" وليس واجباً على العبد الرضا *** بكل مقضي ولكن بالقضا "
أنتم عندكم " وليس واجب " والظاهر أن الأولى النصب، الظاهر أن الأولى بالنصب، ويجوز الرفع، لاحظوا أنه يجوز الوجهان.
فإن أردت أن تخبر عن الواجب، فالواجب مرفوع، والرضا منصوب خبر ليس، يعني: وليس الواجب الرضا بكل مقضي، وإن كنت تريد أن تخبر عن الرضا، فإنك تقول: وليس واجباً، وتقدير الكلام على هذا : وليس الرضا واجباً، فالوجهان جائزان.
يعني لا يجب على الإنسان أن يرضى بكل مقضي، وإنما يجب أن يرضى بالقضاء الذي هو فعل الله عز وجل، فالمقضي يحتاج إلى تفصيل:
أولاً: أن يكون المقضي حكماً شرعياً، فهذا يجب الرضا به، إذا كان المقضي حكماً شرعياً وجب الرضا به، والسخط به أو منه مناف للإسلام، فيجب علينا مثلاً أن نرضى بفرض الله للصلاة والزكاة والصوم والحج والبر والصلة وغير ذلك، يجب علينا، لأن ذلك محبوب إلى الله عز وجل، والمحبوب إلى الله يجب أن نحبه.