هل المنافق تقبل توبته ؟ حفظ
الشيخ : المنافق مثلاً إذا قلنا: إنه يجب قتله، فقال: أنا مسلم أقول: لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأصلي معكم وأزكي، نقول: ولو كنت كذلك، قال: أنا تائب، نقول: ولو تبت نقتلك، لأن قولك الآن أنك تائب وتصلي وتزكي هو قولك بالأول، لأنك تنافقنا، فلم يبد من إيمانك إلا ما أذاعه لسانك، وما أذعته اليوم كالذي أذعته بالأمس، أنت تنافقنا فلا نقبل منك.
ولكن الصحيح أن المنافق تقبل توبته لقول الله تعالى: (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً )) والآية هذه صريحة في أنها تُقبل توبة المنافق، ولكن الله ذكر شروطاً لابد منها ((إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ )) حتى نعرف إصلاحهم، هذا واحد.
الثاني العلة في عدم قبول توبة الآخرين، يقولون: من تكرر نكثه فإننا لا نقبل توبته، للآية التي ذكرناها، ولأننا لو قبلنا إسلامه اليوم سوف يرتد غداً، لأن هذه عادته يؤمن ويكفر، ويؤمن ويكفر، ما نثق منه فنقتله، ولكن أيضاً نقول أن الآية الكريمة قال الله فيها: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً )) فكانت نهايتهم إيش؟ ازدياد الكفر، لم تكن نهايتهم التوبة.
وعلى هذا فإذا تابوا وعرفنا أن توبتهم صحيحة باستقامة أحوالهم، فالصحيح أنها تُقبل.