هل تقبل توبة المستهزئ والساب لله أو لرسوله وهل يقتل ولو تاب ؟ حفظ
الشيخ : من الأشياء التي ذكر العلماء أنها لا تقبل توبة من اتصف بها: الاستهزاء بالله، والاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم.
قالوا: فمن استهزأ بالله لم تقبل توبته، لماذا ؟ لعظم ذنبه، كيف يستهزئ برب العالمين، من استهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا تقبل توبته، لعظم يا حسن، لماذا ؟
الطالب : من استهزأ بالرسول صلى الله عليه وسلم؟
الشيخ : إي.
الطالب : لعظم استهزائه بالرسول صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : لعظم ايش؟
الطالب : استهزائه
الشيخ : لعظم الرسول ؟ ولا لعظم الذنب ؟
الطالب : الذنب.
الشيخ : لعظم الذنب، طيب.
ولكن الصحيح أنها تقبل توبة كل تائب، لقوله تعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً )) والدليل في المستهزئين خاصة أن الله قال: (( لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ )) فبين أنه قد يعفو عن طائفة منهم، ويعذب الطائفة الأخرى، طيب.
ولكن من سب الله أو استهزأ بالله قبلنا توبته ورفعنا عنه القتل، ومن سب الرسول صلى الله عليه وسلم فتاب، قبلنا توبته وقتلناه، كيف؟ الذي يسب الله تقبل توبته ولا يقتل، والذي يسب الرسول تقبل توبته ويقتل؟! نعم، لأن الفرق أن الله عز وجل قد أخبرنا بأنه يعفو عن حقه بالتوبة، ولم يستثن شيئاً، وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فسبه حق له، ولا نعلم هل يُسقطه أو لا؟ فإذا كُنا لا نعلم هل يُسقطه أم لا فإن الأصل عدم الإسقاط، وعلى هذا فنقتله حداً لا كفراً، عرفتم؟
الخلاصة : من سب الله أو رسوله ثم تاب فالصحيح قبول توبته، ثم إن كان في حق الله ارتفع عنه القتل، لأنه إنما يقتل لحق الله وقد عفا الله عنه، وإن كان في حق الرسول فهو مؤمن ولكن نقتله ثم نُغسله ونكفنه ونصلي عليه. نعم