مسألة: هل الإيمان هو الإسلام أم هما شيئان متباينان ؟ حفظ
الشيخ : أولاً: هل الإيمان هو الإسلام أو هما شيئان متباينان؟
هذه مسألة، مسألة مهمة.
نقول: إذا ذكر الإيمان والإسلام في سياق واحد فالإيمان غير الإسلام، وإن أفرد أحدهما عن الآخر صارا بمعنى واحد، فهما من باب: إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، حطوا بالكم لهذا.
إذن لا تقل: الإيمان غير الإسلام، ولا تقل: الإيمان هو الإسلام، إذا أطلقت أخطأت فلا بد من التفصيل، التفصيل هو ما سمعت، الأخ إلي عند العمود انتبه.
إن ذكرا في سياق واحد؟ هاه ؟ افترقا فالإسلام غير الإيمان، وإن أفرد أحدهما عن الآخر فالإسلام هو الإيمان، والدليل: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة جبريل، حين أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: أخبرني عن الإيمان، فأخبره بما يخالف ما أخبره به عن الإسلام، لأنهما ذُكرا في سياق واحد، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإسلام الأعمال الظاهرة، وجعل الإيمان الأعمال الباطنة، فقال: ( الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت ) وقال في الإيمان: ( أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره ) أفهمنا الآن، طيب .
وإن ذُكر أحدهما منفرداً عن الآخر دخل هذا في هذا، مثاله: قوله تعالى: (( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسلام دِيناً )) الإسلام ديناً، فالإسلام هنا يشمل الإسلام والإيمان.
فإذا قال قائل: من قال إن الإيمان دين؟ نقول: قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: ( أتدرون من السائل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) ومما علمهم الإيمان، إذن (( رضيت لكم الإسلام دينا )) يشمل الإيمان والإسلام، صح ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لأنهما ذكرا في سياق واحد؟
الطالب : ...
الشيخ : لأنه أُفرد أحدهما عن الآخر.
إذا غلطت فنبهوني، فإني أغلط أحياً سهواً، وأتعمد الغلط أحياناً امتحاناً لكم، انتبهوا لهذا.
طيب، نقول: الإسلام هنا يشمل الإيمان ليش؟ لأنه أفرد، أفرد وحده .
وقال: (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام )) يدخل الإيمان، لأن الإيمان من الدين لا شك.
فأما إذا ذكرا في سياق واحد فهما كما قلت لكم، يفسر الإيمان بتفسير، والإسلام بتفسير.