معنى قوله: ( وكل قرآنٍ قديمٌ فابحثوا ) مسألة: هل القرآن قديم أو حادث ؟ حفظ
الشيخ : قال : " ففعلنا نحو الركوع محدث *** وكل قرآن قديم فابحثوا "
هذا أيضاً مما يؤخذ على المؤلف، هل القرآن قديم أو حادث؟
حادث، القرآن حادث، يتكلم الله به حين إنزاله، فيتلقاه جبريل فيأتي به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والدليل على هذا أن الله يتحدث عن مسائل مضت بلفظ الماضي يقول عز وجل: (( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَال )) إذ غدوت، يعني فيما مضى، وهو إشارة إلى غزوة أحد، ويقول جل وعلا: (( قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ))، إذن هذه الآية نزلت بعد أن حصلت الشكوى أو قبل؟ بعد لا شك، لأنه عبر عنها بلفظ الماضي.
فإن قال قائل: عبر عنها بلفظ الماضي لأنه متحقق الوقوع، فهو كقوله: (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ )) قلنا: هذا يأباه قوله: (( وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا )) لأن يسمع: فعل مضارع لحكاية الحال، يعني يسمع حين تحاورتما، فأخبر الله عن شيء مضى بصيغة المضارع الذي تُحكى بها الحال، وحينئذٍ يتبين أن الله جل وعلا يتكلم بالقرآن حين إنزاله.
ويدل لذلك أيضاً أنه تقع مسائل فيجيب الله عنها (( يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ )) هل الله تكلم بهذا الجواب قبل أن يسألوا؟ أبداً بعد أن سألوا، إذن فهو محدث.
وفي القرآن صريح (( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ )).
وقد أَولَ من يقول إن القرآن قديم، أوّل قوله (( مُحْدَثٍ )) أي: محدث إنزاله، وهذا تحريف، لأن (( محدث )) اسم مفعول، ونائب الفاعل فيه.