معنى قول الناظم: ( ووكـل الله من الكرام اثـنـيـن حـافـظيـن للأنام ) فهل الله عز جل يوكل ؟ وهل الله في حاجة إلى أن يوكل ؟ حفظ
الشيخ : مقام الموكل هذا هو التوكيل، وإن شئت فقل: إقامة الغير مقام النفس، هذا التوكيل.
مثال ذلك: قلت يا فلان هذه عشرة ريالات اشتري بها حاجة من السوق، فأنا موكل، وأنت وكيل، أليس كذلك؟
وهنا يبقى عندنا إشكال في قوله: " ووكل اللُه من الكرام " فهل الله عز وجل يوكل؟ هل الله في حاجة إلى أن يوكل؟
الجواب أن نقول: التوكيل المضاف إلى الله ليس كالتوكيل المضاف إلى الآدمي، التوكيل المضاف إلى الآدمي قد يكون سببه العجز، كرجل مريض لا يستطيع أن يصل إلى السوق فوكل شخصاً يشتري له حاجة من السوق.
أما التوكيل من الله فهو لكمال سلطانه وأنه يدبر الخلائق، فهم جنود لله عز وجل، وليسوا وكلاء يقومون مقامه من أجل عجزه عن تصريف خلقه، بل هم يقومون بما وكل إليهم لكمال سلطان خالقهم عز وجل.
وقد أضاف الله التوكيل إلى نفسه في قوله تعالى: (( فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ )).
وحيئذٍ نقول: إن الله وكيل لقوله تعالى: (( وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً )) أي قائم بشؤون خلقه، وموكل أي: مدبر لخلقه لكمال سلطانه، فالتوكيل هنا ليس لنقص الموكل، ولكن لكمال سلطانه، يدبر ما شاء، وهذا جند له موكل بكتابة الأعمال، وهذا جند من جنوده موكل بالنار، وهذا جند من جنوده موكل بالجنة، وهكذا.