معنى قول الناظم: ( من فتنة البرزخ والقبور ومـا أتـى في ذا مـن الأمـور ) الكلام على البرزخ وفتنة القبر. حفظ
الشيخ : ثم ذكر المؤلف أمثلة قال: " من فتنة البرزخ والقبور " الواقع أن هذا ليس من أشراط الساعة، لكنه من الأمور السمعيات التي تتلقى من السمع.
فتنة البرزخ والقبور: البرزخ: الحاجز بين الشيئين، والمراد به ما بين موت الإنسان إلى قيام الساعة، وعطف القبور عليه من باب عطف الخاص على العام، لأن البرزخ أعم من القبور، قد يموت الإنسان ويلقى على وجه الأرض فتأكله السباع، فهل كان في قبر؟ لا، ولكنه في برزخ، فكل ميت فهو في برزخ، وكل مقبور فهو في برزخ، فعطف القبور على البرزخ من باب عطف الخاص على العام.
وفتنة البرزخ هي الاختبار الذي يحصل للميت إذا دُفن، وذلك بأنه ( يأتيه ملكان فيقعدانه، ويسألانه عن ربه ودينه ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: المؤمن ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي، فيصدق، ويسمعه هو، فيزداد بذلك فرحاً أن شهد له شاهد من السماء بأنه صادق ) ويعتبر هذا من نعيم القبر، لأن الإنسان إذا صُدق في قوله ازداد بذلك فرحاً وسرورا.
(وأما المنافق أو المرتاب، فإنه يقول: هاه هاه، لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، فينادي مناد من السماء: أن كذب عبدي ) فإنه يدري أنه لا إله إلا الله، ويدري أن محمدا رسول الله، ويدري أن الدين عند الله هو الإسلام، ولكنه عاند وأصر، فيقال: ( كذب عبدي ).
ثم إن ( الأول يفسح له في قبره، ويُفتح له باب إلى الجنة، ويأتيه عمله الصالح فيجلس عنده يؤنسه )، وأما الثاني - والعياذ بالله_ ( فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، أي يدخل بعضها في بعض من شدة الضيق، ويفتح له باب إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها، ويأتيه عمله السيئ في أخبث صورة - والعياذ بالله - فيوبخه على ما فرط وأهمل من دين الله عز وجل ).