مسألة: ما هي حقيقة الروح ؟ حفظ
الشيخ : ولكن يبقى البحث : ما هي الروح ؟
الروح إن شئنا عرفناها بلازمها الذي لابد منه، بأن نقول : الروح ما به حياة الأبدان، الروح ما به حياة الأبدان، ونسكت فنفسرها بإيش؟ باللازم المتحتم، لأنها إذا فارقت البدن ذهبت عنه الحياة، وما دامت في البدن فهو حي، فنقول : الروح ما به حياة الأبدان.
وإن أصر أحد وقال: أنا أسألكم عن ماهية الروح؟
فالجواب على ذلك: أن العلماء اختلفوا فيها، فقيل: إنها البدن، أو جزء منه، أو صفة من صفاته. وبناء على هذا القول الباطل يكون خروجها من البدن هو عدمها، لأنه إذا كان جزء من البدن ومات البدن لزم أن تموت هي أيضاً، ولكن هذا القول باطل، يُبطله الكتاب والسنة والواقع.
وقيل: إن الروح شيء معلوم في الذهن لا يُمكن تخيله، ولا يمكن أن يكون داخل العالم ولا خارج العالم، ولا متصل بالعالم، ولا منفصل عن العالم، ولا فوق العالم، ولا تحت العالم، ولا مباين للعالم ولا محاذِ للعالم، ما بقي شيء، يعني وصفوها بما وصفوا الله به من السلوب التي لا يمكن أن يوجد معها شيء، وهذا أيضاً باطل.
والصحيح أن الروح كما قال الله عز وجل: (( وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي )) الروح أمرها عجيب، ولا يمكن الإحاطة بها، ولا يمكن تحديد ماهيتها أبداً (( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً )) صدق الله.
لكن مع ذلك نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة من أوصافها، فقد ثبت في السنة أنها تُرى، أن الروح تُرى، وهذا يقتضي أن تكون جسماُ، لأنه لا يُرى إلا الجسم. كذا يا أحمد؟