بيان أن الشمس هي التي تدور على الأرض وأن بدورانها على الأرض يحصل اختلاف الليل والنهار لقوله:{وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين......}. حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على أن الشمس هي التي تدور على الأرض، وأن بدورانها على الأرض يحصل اختلاف الليل والنهار، لقول الله تعالى: (( وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ )) أربعة أفعال كلها مسندة للشمس: طلعت، الثاني: تزاور، الثالث: غربت، الرابع: تقرضهم.
وإذا أضيف الفعل إلى فاعله، فالأصل أنه واقع منه حقيقة، هذا هو الأصل، ولهذا نقول: إنه يجب علينا أن نعتقد بأن الشمس هي التي تدور على الأرض، لأن هذا هو ظاهر القرآن، وليس لنا إلا الظاهر.
نعم لو ثبت بطريق علمي لا إشكال فيه أن اختلاف الليل والنهار بدوران الأرض، فحينئذٍ نقول به، ونقول: إنه لا يُعارض ظاهر القرآن لما سبق من أنه لا تعارض بين قطعيين، ولا بين قطعي وظني.
كيف لا يعارض هذا القرآن ؟ لاحتمال أن يكون المراد بقوله: طلعت في رؤية العين، لا في حقيقة الواقع، وهو حقيقة، في رؤية العين هي التي تطلع، هذا إذا ثبت قطعاً ثبوتاً يقينياً بأن الشمس لا تدور على الأرض، وأن اختلاف الليل والنهار إنما هو بدوران الأرض فقط.
لكنه عندي وأنا قاصر العلم في مسألة الفلك أنه لم يثبت بعد. لم يثبت، من يقول هذا ؟ من يقول، قالوا بأن الأرض جرم صغير، والكبير لا يدور على الصغير لأن الصغير يكون تابعاً لا متبوعاً.
قلنا: هي ما هي تابعة للأرض، تدور من أفق بعيد جداً، تدور حول الأرض، والله تعالى سخرها لأجل مصلحة العباد، ما هي المسألة كبير ومكبور، حتى نقول لا سلطان للأرض على الشمس، أبداً، الكل مسخر بأمر الله، فسخر الله هذه الشمس العظيمة أن تدور على الأرض من أجل مصلحة الخلق.