مسألة: ما الذي يوزن أهو العمل أو صاحب العمل أو كتاب العمل ؟ حفظ
الشيخ : وهذه نصوص واضحة في أن الذي يوزن العمل فيبقى علينا الإشكال الذي أورده المعتزلة وردوا به النصوص وهو أن الأعمال أوصاف ومعاني فكيف توزن نقول إن الله قادر على أن يجعلها أجساما فتوزن القول الثاني أن الذي يوزن صحائف العمل وأن هذه الصحائف تثقل وتخف بحسب ما فيها من الأعمال واستدلوا لهذا بحديث صاحب البطاقة الذي ( يمد له سجل سجل من المعاصي ثم بطاقة صغيرة فيها كلمة الإخلاص فيقال فيقول هذا الرجل وما تصنع هذه البطاقة بهذه السجلات فيقال إنك لا تظلم ثم توضع البطاقة في كفة والسجلات في كفة فترجح بهن البطاقة ) وهذا يدل على أن الذي يوزن الصحيفة صحيفة العمل صحيفة العمل
القول الثالث أن الذي يوزن صاحب العمل واستدلوا بقوله تعالى (( أولئك الذين حبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا )) قال (( فلا نقيم لهم )) ولم يقل لأعمالهم ولم يسع في أعمالهم واستدلوا أيضا بحديث ابن مسعود الذي ذكرناه آنفا فإذا قال قائل لا شك أن الاستدلال بحديث ابن مسعود وحديث صاحب البطاقة لا يقاوم الأدلة الدالة من القرآن والسنة على أن الذي يوزن هو العمل ولهذا صرح شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية قال " تنصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد " وهو الحق لكن حديث البطاقة قد يقال إن هذا خاص به وبأمثاله من أجل أن يتبين له فضل الله عز وجل عليه وقد يقال إنه لما وزنت الصحيفة وثقلت بحسب العمل فإن الوزن حقيقة يكون للعمل
وأما حديث ابن مسعود والآية فلا تدل على ذلك لأن معنى لا نقيم لهم وزنا يعني لا نقيم لهم قيمة كما تقول فلان ليس له عندي وزن أي لا قيمة له ولا اعتبار
وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يبين أن خفة الجسم لا تدل على قلة العمل أو على خفته وليس بذاك الصريح فالمعتمد أن الذي توزن هي الأعمال نعم هو العمل نفسه ثم يبقى النظر بحث
القول الثالث أن الذي يوزن صاحب العمل واستدلوا بقوله تعالى (( أولئك الذين حبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا )) قال (( فلا نقيم لهم )) ولم يقل لأعمالهم ولم يسع في أعمالهم واستدلوا أيضا بحديث ابن مسعود الذي ذكرناه آنفا فإذا قال قائل لا شك أن الاستدلال بحديث ابن مسعود وحديث صاحب البطاقة لا يقاوم الأدلة الدالة من القرآن والسنة على أن الذي يوزن هو العمل ولهذا صرح شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية قال " تنصب الموازين فتوزن بها أعمال العباد " وهو الحق لكن حديث البطاقة قد يقال إن هذا خاص به وبأمثاله من أجل أن يتبين له فضل الله عز وجل عليه وقد يقال إنه لما وزنت الصحيفة وثقلت بحسب العمل فإن الوزن حقيقة يكون للعمل
وأما حديث ابن مسعود والآية فلا تدل على ذلك لأن معنى لا نقيم لهم وزنا يعني لا نقيم لهم قيمة كما تقول فلان ليس له عندي وزن أي لا قيمة له ولا اعتبار
وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه فأراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يبين أن خفة الجسم لا تدل على قلة العمل أو على خفته وليس بذاك الصريح فالمعتمد أن الذي توزن هي الأعمال نعم هو العمل نفسه ثم يبقى النظر بحث