هل مرتكب الكبيرة يستحق العقوبة ؟ ومعنى قوله تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) حفظ
الشيخ : ذكرنا قبل قليل أن الكبائر لابد فيها من توبة فهل يعني ذلك أن الإنسان لابد أن يعاقب عليها؟ لا لكن إذا فعلها يستحق العقوبة ما لم يتب والصغائر لا، قد تقع مكفرة بالأعمال الصالحة أما الكبائر فنقول يستحق العقوبة عليها إلا بتوبة صح والا لا؟ أما نفس العقوبة فإن الله يقول (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) وعلى هذا فاعل الكبيرة إذا لم يتب فهو على خطر لأنه يقال له ما الذي أعلمك أنك داخل في المشيئة وإلا فإن بعض الناس إذا نهيته عن الكبيرة قال يا أخي سبحان الله ما تقرأ القرآن قلت بلى أقرأ القرآن (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) شف كيف تمنيه نفسه طيب هل قال ويغفر ما دون ذلك مطلقا والا قيده بالمشيئة (( لمن يشاء )) وما الذي أعلمك أنك ممن دخل في المشيئة ربما تكون ممن لا يشاء الله أن يغفر له فأنت على خطر ثم قد يقال إن قوله (( لمن يشاء )) أن هذا المستثنى هو الذي فعل الكبيرة على وجه الحياء من الله عز وجل والخجل وصارت الكبيرة دائما في عينه حينئذ تنقلب صغيرة ويدخل في المشيئة قد يقال هذا وإن كان هذا خلاف ظاهر اللفظ والحاصل نقول لهذا المفرط الذي منته نفسه ما لم يكن على علم من حصوله نقول له من قال إنك داخل في قوله (( لمن يشاء ))