معنى قول الناظم: ( لكنها فضلٌ من المولى الأجل لمن يشـأ من خـلقـه إلى الأجـل ) بيان أن النبوة فضلٌ من الله، وأن النبوة لا تسلب منه إذا أعطيها. حفظ
الشيخ : ولكن لو قال قائل ألستم تقولون الله أعلم حيث يجعل رسالته فنقول بلى نقول ذلك لأن الله قال هكذا (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) ولكن هل هذا الذي كان أهلا للرسالة هل كان، هل كانت هذه الأهلية بعمل منه أو بفضل من الله؟ بفضل من الله لأننا نجد أناسا وصلوا إلى القمة في الكرم والشجاعة وحسن الأخلاق في الجاهلية مثل عبدالله بن جدعان وغيره ومع ذلك لم ينالوا لم ينالوا النبوة وإنما نالها محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولهذا قال المؤلف
" لكنها فضل من المولى الأجل *** لمن يشأ من خلقه إلى الأجل "
أفادنا المؤلف رحمه الله بهذا البيت أن النبوة فضل من الله يتفضل بها على من يشاء من عباده ولهذا لما قال شهداء الرسل لما قالت للرسل (( إن أنتم إلا بشر مثلنا )) قالت لهم رسلهم (( إن نحن إلا بشر مثلكم )) يعني ما نحن إلا بشر مثلكم (( ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله )) فالله سبحانه وتعالى هو الذي يمنّ بالنبوة على من يشاء من عباده كما يمن بالعلم على من يشاء من عباده مع أن العلم ربما يحصل بالكسب لكن هو منّة من الله كم من إنسان حاول أن يطلب العلم وحاول ولكن عجز وقوله، أفادنا في قوله " لمن يشاء من خلقه إلى الأجل " أن من كان نبوا فلا يمكن أن تسلب منه النبوة فالنبوة لها ابتداء وليس لها انتهاء إلا بالموت يعني لا يمكن أن يكون الإنسان رسولا ثم تسلب منه الرسالة لكن يمكن أن يكون غير رسول ثم يرسل كما هو الأصل الأصل أنه لا يرسل إلا من كان قد بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ليكون تام العقل