تتمة شرح قول الناظم: ( وخصه بذاك كالمقام وبعثه لسائر الأنام ) ذكر الأدلة على أن نبينا صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الناس عامة، وهل نوح أرسل إلى الناس كافة. حفظ
الشيخ : الله اكبر بسم الله الرحمن الرحيم
قال السفاريني رحمه الله في منظومته " وخصه " أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم " بذاك " أي بكونه خاتم الأنبياء " كالمقام " يعني بذلك المقام المحمود ومنه الشفاعة العظمى يوم القيامة فإنها يحمد فيه الأولون يحمده فيه الأولون والآخرون
قال " وبعثه لسائر الأنام " هذا أيضا من خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه بعث لسائر الأنام والأنام هم الخلق قال الله تعالى (( والأرض وضعها للأنام )) أي للخلق فهو مبعوث لجميع الخلق المكلفين صلى الله عليه وآله وسلم ودليل اختصاصه بذلك من وجهين:
الوجه الأول من كونه خاتم الأنبياء وهذا ثابت بالقرآن فإذا كان خاتم الأنبياء والناس كلهم محتاجون للرسالة لزم من ذلك أن يكون رسولا إلى جميع الخلق
الثاني: أنه في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) قراناها قلناها ( وبعثت إلى الناس عامة ) فهذا من خصائصها أما غيره من الأنبياء فإنما يبعث إلى قومه خاصة إلى قومه خاصة، فمثلا إذا كانت في الأرض أقوام متعددة فإن الرسول يبعث إلى قومه الذي هم، الذي هو في أرضهم أو في غير أرضهم لكنه يبعث إليهم خاصة
ولا يرد على هذا نوح عليه الصلاة والسلام لأن القوم في عهد نوح هم قومه إذ كان الناس في ذلك الوقت قليلين لم يتفرقوا شعوبا وأقواما فكان مبعوثا إلى الخلق خاصة إلى الخلق عموما لأن الخلق في ذلك الوقت إيش؟ ليس فيهم أقوام ولهذا أهلك المكذبون له وصار الذين بقوا ممن على السفينة هم أباء الخلق كلهم كما قال تعالى (( وجعلنا ذريته )) أي ذرية نوح (( هم الباقين )) واضح يا جماعة وبهذا ينتقض الإيراد الذي أورده بعض العلماء قال " إن نوحا أرسل إلى جميع أهل الأرض " نقول لأن جميع أهل الأرض هم قومه في ذلك الوقت ليس فيه أقوام آخرون لكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فيه أقوام آخرون فيه الفرس والروم بربر وغيرهم وهو مبعوث إليهم جميعا وهذه من نعمة الله عليه أي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى جعله خاتم، أن الله تعالى أرسله إلى جميع الخلق لأنه يلزم من ذلك أن كل من عمل بشريعته ناله من أجره ولهذا رفع له سواد عظيم فظن أنهم أمته فقيل هذا موسى وقومه ثم رفع له سواد عظيم أعظم من الأول فقيل له هذه أمتك، فأمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر الأمم وأجره أكثر أجر الأنبياء لأن كل واحد من أمته يعمل بشريعته فله مثل أجره
قال السفاريني رحمه الله في منظومته " وخصه " أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم " بذاك " أي بكونه خاتم الأنبياء " كالمقام " يعني بذلك المقام المحمود ومنه الشفاعة العظمى يوم القيامة فإنها يحمد فيه الأولون يحمده فيه الأولون والآخرون
قال " وبعثه لسائر الأنام " هذا أيضا من خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه بعث لسائر الأنام والأنام هم الخلق قال الله تعالى (( والأرض وضعها للأنام )) أي للخلق فهو مبعوث لجميع الخلق المكلفين صلى الله عليه وآله وسلم ودليل اختصاصه بذلك من وجهين:
الوجه الأول من كونه خاتم الأنبياء وهذا ثابت بالقرآن فإذا كان خاتم الأنبياء والناس كلهم محتاجون للرسالة لزم من ذلك أن يكون رسولا إلى جميع الخلق
الثاني: أنه في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ) قراناها قلناها ( وبعثت إلى الناس عامة ) فهذا من خصائصها أما غيره من الأنبياء فإنما يبعث إلى قومه خاصة إلى قومه خاصة، فمثلا إذا كانت في الأرض أقوام متعددة فإن الرسول يبعث إلى قومه الذي هم، الذي هو في أرضهم أو في غير أرضهم لكنه يبعث إليهم خاصة
ولا يرد على هذا نوح عليه الصلاة والسلام لأن القوم في عهد نوح هم قومه إذ كان الناس في ذلك الوقت قليلين لم يتفرقوا شعوبا وأقواما فكان مبعوثا إلى الخلق خاصة إلى الخلق عموما لأن الخلق في ذلك الوقت إيش؟ ليس فيهم أقوام ولهذا أهلك المكذبون له وصار الذين بقوا ممن على السفينة هم أباء الخلق كلهم كما قال تعالى (( وجعلنا ذريته )) أي ذرية نوح (( هم الباقين )) واضح يا جماعة وبهذا ينتقض الإيراد الذي أورده بعض العلماء قال " إن نوحا أرسل إلى جميع أهل الأرض " نقول لأن جميع أهل الأرض هم قومه في ذلك الوقت ليس فيه أقوام آخرون لكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فيه أقوام آخرون فيه الفرس والروم بربر وغيرهم وهو مبعوث إليهم جميعا وهذه من نعمة الله عليه أي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى جعله خاتم، أن الله تعالى أرسله إلى جميع الخلق لأنه يلزم من ذلك أن كل من عمل بشريعته ناله من أجره ولهذا رفع له سواد عظيم فظن أنهم أمته فقيل هذا موسى وقومه ثم رفع له سواد عظيم أعظم من الأول فقيل له هذه أمتك، فأمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر الأمم وأجره أكثر أجر الأنبياء لأن كل واحد من أمته يعمل بشريعته فله مثل أجره