معنى قول موسى لنبينا في الإسراء: إن أمتك لا تطيق ذلك إني جربت بني إسرائيل وعالجتهم أشد المعالجة، وبيان الفرق بين أمة موسى وأمة محمد صلى الله عليه وسلم حفظ
الشيخ : وفرضها الله عليه خمسين صلاة في اليوم والليلة وهذا يدل على أهميتها وفضلها وعناية الله بها وأنها جديرة بأن يصرف الإنسان جميع وقته أو جله فيها لأن خمسين صلاة كم تستوعب وقتا طويلا لاسيما أننا لا ندري كم تكون عدد الركعات فيها لكن هي خمسون صلاة ونزل نبينا وإمامنا وقائدنا وقدوتنا نزل مقتنعا بذلك راضيا به مسلما خمسين صلاة يصليها في اليوم والليلة هو وأمته حتى قيض الله له موسى وسأله ألهم الله موسى أن يسأله ( ماذا فرض عليك ربك فأخبره فقال إن إمتك لا تطيق ذلك إني جربت بني إسرائيل وعالجتهم أشد المعالجة ) وموسى عليه الصلاة والسلام لا شك أنه قاس هذه الأمة على بني إسرائيل لأنه لا يعلم الغيب وإلا فلا يصح قياس هذه الأمة على بني إسرائيل لأن هذه الأمة أطوع لله من بني إسرائيل هذه الأمة لما ابتلاها الله تعالى بالصيد وهم محرمون بالصيد تناله أيده ورماحهم الصيد تناله أيديهم فيما يمشي ورماحهم فيما يطير والعادة أن الطير أن الذي يطير لا ينال إلا بالسهام والذي يمشي لا ينال إلا بالرماح لكن ابتلاهم الله حرم عليهم الصيد ثم قيض أن الصيد الذي يطير يؤخذ بإيش بالرمح ما يطير اضربه بالرمح ويأخذه واللي يمشي كالأرنب وما أشبهها باليد (( ليعلم الله من يخافه بالغيب )) فماذا فعل الصحابة هل كفّوا عن الصيد مع تيسره أو أخذوا به كفوا ما أخذوه وبنو إسرائيل قيل لهم لا تصيدوا في يوم السبت سمكا فقالوا لا بأس ما نصيد فطال عليهم الأمد وابتلاهم الله في يوم السبت تأتي الحيتان شرعا على وجه الماء شرعا شارعة وفي غير يوم السبت ما تأتي فقرقرت البطون على السمك وقال كيف نبقى هكذا ما نأكل سمك ...؟ قالوا نحن أصحاب الحيل نحتال على من (( يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور )) إيش نصنع قالوا ضعوا شبكة يوم الجمعة وخذوا ما فيها يوم السبت يوم الأحد يوم الأحد فوضعوا شبكة يوم الجمعة فجاءت الحيتان على العادة دخلت الشبك وعجزت عن الخروج فلما كان يوم الأحد أخذوها فتحيلوا على محارم الله لكن هل نفعهم هذا التحيل؟ لا، قلبهم الله تعالى قردة وخنازير قردة قردة فأصبحوا قردة يتعاوون اللي أمس رجل يمشي على رجليه أصبح الآن قردا يمشي على يديه ورجليه حيل يعني هذه الحيلة أقرب ما يكون لبني آدم من هم القرود وأقرب ما يكون للحل هذه الحيلة اللي فعلوا فصار الجزاء وفاقا من جنس العمل فإذن لا يمكن أن تقاس هذه الأمة السامعة المطيعة التي قال قائلهم ( والله يا رسول الله ) لما استشارهم في الغزو ( والله لا نقول لك كما قالت بني إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا ونحن وراءك ) كذا
الطالب : لا
الشيخ : ( إنا ها هنا من مكاننا ما نتعداه إنا ها هنا قاعدون ) بعد ما نقوم ولا قيام نشوف ويش صار عليك إنا ها هنا قاعدون قال، لكن هؤلاء قال الصحابة للرسول ( والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى ولكن اذهب فقاتل فنحن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك والله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك ) الله اكبر رضي الله عنهم لكن موسى لا يعلم الغيب ومن نعمة الله عز وجل أنه كان كذلك لا يعلم هذه الأمة حقيقة ( فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجع فوضع عنه خمسا خمسا أو عشرا عشرا حتى وصلت إلى خمس فنادى منادي إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي هن خمس في الفعل وخمسون في الميزان ) وهذا يدل على فضل الصلاة وعظمها ففرض الله عليه الصلاة ( ونزل نزل إلى الأرض حتى وصل مكة بغلس وصلى بها الفجر نزل جبريل وصلى به في ذلك اليوم صلى به الفجر والظهر الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر )
طيب هذا المعراج من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحصل لأحد من الأنبياء سواه ابدا فهو من آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرة الله عز وجل وعلى الآيات الكبرى التي شاهدها الرسول عليه الصلاة والسلام