الكلام على غزوة أحد وذكر سببها، واستخراج الفوائد منها. حفظ
الشيخ : أما أهل أحد فالقصة فيها معروفة الغزوة سببها أن قريشا لما هزموا تلك الهزيمة النكراء في بدر ورجعوا إلى بلدهم تشاوروا فيما بينهم وقالوا " محمد استأصل شأفتنا وقتل خيارنا وسادتنا فلنخرج إليه حتى نأتيه في المدينة ونقضي عليه " ( فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يريدون القضاء على رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه هل يخرج أو لا يخرج فالذين لم يشهدوا بدرا قالوا له اخرج ماذا يريدون؟ يريدون الشهادة الغزو والذين حضروا بدرا قالوا يا رسول الله نبقى في المدينة فإذا جاءونا يعني قضينا عليهم ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم رجح رأي الذين قالوا بالخروج فخرج دخل بيته من أجل أن يتأهب للحرب ويلبس لامة الحرب والدرع وغير ذلك فكأنهم تشاوروا فيما بينهم قالوا لعلنا أكرهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخروج ) لأنه كان يميل بالأول إلى أنهم لا يخرجون ( فلما خرج عليهم وقد لبس لامة الحرب على رأسه واستعد للحرب قالوا يا رسول الله يعني لو تركنا هذا وبقينا على الرأي الأول أن نبقى في المدينة فإذا جاءونا يعني قاتلناهم فقال ما كان للنبي لبس ما كان ينبغي لنبي لبس لامة الحرب حتى يقضي الله بينه وبين يعني عدوه فخرج ومعه ألف نفر سبعمئة مؤمنون خلص وثلاثمئة منافقون وكان المنافقون لا يريدون الغزو يقولون ابقوا ها هنا ولما كان في أثناء الطريق قال عبدالله بن أبي رأس المنافقين محمد يطيع يعني صغار السن ويعصينا لا يمكن أن نقاتل فرجع بثلث الجيش )
ثلث الجيش يا إخواني ليس بالأمر الهين فيه كسر لقلوب الجيش لولا أن الله تعالى أعان المسلمين بالإيمان لانخذلوا إذا رجع من الجيش ثلثه هل يبقى على عزيمته الأولى؟ أبدا ولهذا حرم الفرار من الزحف ولو واحدا من الناس يفر لأنه يكون سببا لضعف النفوس ووهن القلوب والهزيمة لكن هؤلاء صمموا حتى كانت الغزوة في أحد و( كان في أول النهار النصر للمؤمنين إلا أن الله بحكمته أراد خلاف ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل خمسين راميا وأمر عليهم عبدالله بن جبير جعلهم على ثغر في الجبل وقال لا تبرحوا مكانكم أبدا سواء لنا أو علينا فلما انكشف المشركون وانهزموا وصار المسلمون يجمعون الغنائم قال الرماة بعضهم لبعض انكشف المشركون الآن وولوا الأدبار فانزلوا انزلوا خذوا من الغنائم اجمعوها كما يجمعها الناس فذكرهم أميرهم عبدالله بن جبير بقول النبي عليه الصلاة والسلام )
ولكن منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ( نزلوا إلا نفرا قليلا لا يغنون شيئا وإذا فرسان قريش النبيهين الشجعان رأوا المكان خاليا فكرّوا على المسلمين من خلف الجبل )
ومنهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وهما فرسان من فرسان المسلمين والحمدلله فاختلط المشركون بالمسلمين من ورائهم وحصل ما حصل من الأذى والضرر والقتل وأصاب المسلمين محن عظيمة لا على الرسول عليه الصلاة والسلام ولا على أبي بكر ولا عمر ولا غيره حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه أسد الله وأسد رسوله يمثل به بعد أن قتل حتى قيل إن هند بنت عتبة أخذت من كبده فرت بطنه وأخذت كبده وجعلت تأكلها لكن عجزت أن تبلعها بإذن الله عز وجل
( والرسول عليه الصلاة والسلام شجّ وجهه وجعل الدم يسيل على وجهه وكسرت رباعيته ) وحصل له من التعب والمشقة ما لا يصبر عليه إلا أمثاله عليه الصلاة والسلام
وقتل منهم سبعون نفرا وأصابهم غم بغم ولكن الله عز وجل سلاهم بآيات كثيرة في آل عمران سورة آل عمران نصفها أو أكثر كلها عن هذه الغزوة وكان كانت النتيجة أن قتل منهم سبعون نفرا وقال الله تبارك وتعالى (( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا )) كيف هذه المصيبة؟ قال الله تعالى (( قل هو من عند أنفسكم )) أنتم السبب (( إن الله على كل شيء قدير )) هو قادر عز وجل على أن يكشف المشركين ولا ينالكم سوء لكن أنتم البلاء قل هو من عند أنفسكم انتبهوا يا إخواني يقول هذا لمن؟ لجند معهم رسول الله عليه الصلاة والسلام (( هو من عند أنفسكم )) وما هي المعصية التي فعلوا؟ معصية يسيرة فما ظنكم بنا الآن نعم هل عند أنفسنا شيء يمنعنا من النصر هاه أقول ليس عندنا شيء يوجب لنا النصر
كثير من حكام المسلمين لا يرضون أن يحكموا بكتاب الله وسنة رسوله وكثير من حكام المسلمين يلاحقون المؤمنين بالله ورسوله (( وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )) وكثير من أسواق المسلمين تشرب فيها الخمور وتعاقر فيها النساء وكثير من بلاد المسلمين من حكام المسلمين لهم موالاة ظاهرة مع أعداء الله فهل هل يمكن أن يكون النصر لهؤلاء؟ أبدا قد يكون هؤلاء أحق بالخذلان من الكفار الخلص لأن الكفار كفار لكن هؤلاء ينتمون إلى الإسلام وهم لا يؤمنون بالإسلام حقيقة ولذلك نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم إلا من شاء الله فأقول إننا ما أصبنا بهذه المصائب التي نحن عليها اليوم إلا بسبب ذنوبنا وذكرت لكم سابقا أن لذلك سببين
الأول الذنوب
والثاني الامتحان لنصبر أو لا نصبر لأني قلت لكم الآن والحمدلله فيه نهضة شبابية إسلامية فيمتحن هؤلاء هل يصبرون أو لا يصبرون؟ قال الله تعالى (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول )) يعني معهم رسولهم (( حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله )) قال الله تعالى (( ألا إن نصر الله قريب ))
فالحاصل هذه أحد غزوة أحد حصل فيها من البلاء والتمحيص ما لم يحصل في غيرها ولهذا قال بعض العلماء " إنها أفضل من غزوة الحديبية " ولكن الصحيح أن غزوة الحديبية، أن الذين، أن أهل الحديبية أفضل من أهل بدر وذلك لأن الله تعالى أحل عليهم رضوانه وأما هؤلاء فقال (( ولقد عفا عنكم ))
الطالب : أهل أحد والا بدر؟
الشيخ : كيف ويش يقول؟
الطالب : قلتم ... اهل بدر
الشيخ : أهل أحد نعم أنا قلت أهل بدر لا الصواب أهل أحد