معنى قول الناظم: ( فإنه عن اجتـهـادٍ قـد صدر فاسلم أذل الله مـن لـهـم هجر ) حفظ
الشيخ : ولهذا يقول المؤلف رحمه الله " فإنه عن اجتهاد قد صدر *** " فإنه أي ما جرى بينهم أي ما جرى بين الصحابة من الفتن والقتال عن اجتهاد قد صدر والاجتهاد افتعال من جهد أي بذل الجهد وهو الطاقة في حصول الحصول على المقصود ولهذا يسمى العالم الذي يتطلب الأحكام من أدلتها الشرعية يسمى مجتهدا لأنه يبذل جهده وطاقته ووسعه للوصول إلى الحق عن طريق الدليل فالصحابة رضي الله عنهم حصل ما حصل بينهم عن اجتهاد فمثلا معاوية وعائشة رضي الله عنها والزبير قاتلوا يظنون أن هذا هو الذي يكون سببا للعثور على قتلة أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ليقتص منهم وعلي بن أبي طالب أخر البحث عن القاتل أو عن المتآمرين لأن ... الحال تقتضي ذلك الناس في فتنة ويصعب جدا أن نعثر على هؤلاء المدبرين ثم إذا عثرنا فإن قتلهم قد يؤدي إلى فتنة أكبر لأنهم رؤس منهم رؤوس قبائل فعلي له رأي ومعاوية والزبير وعائشة لهم رأي آخر كله عن اجتهاد ثم إنه قد قيل إن الفتنة كادت تنطفئ لولا رجال من رجال معاوية صار في نفوسهم بعض الشيء وبادروا بالقتال وبادروا بالقتال فحصل حصل الشر
وأيا كان التقدير فإنه يجب أن نحمل الإساءة على الإحسان وننظر بينهما ونقول إذا قدرنا أن هؤلاء أخطأوا في هذه الفتنة الكبيرة فإن لهم من الحسنات ما يوجب محوها والإنسان المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر والخطأ مغفور هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر ) وهؤلاء بين مجتهد مصيب ومجتهد مخطئ فالمصيب له أجران والمخطئ له أجر واحد