معنى قول الناظم: ( فصلٌ في المفاضلة بين الملائكة والبشر ) وهذا البحث لا داعي من بحثه، وشرح قاعدة: ( أن كل شيءٍ سكت عنه الصحابة من أمور الدين فاعلم أن الخوض فيه من فضول الكلام ولا حاجة إليه ) وذكر أمثلة في ذلك. حفظ
الشيخ : ثم انتقل المؤلف رحمه الله إلى الفصل الجديد وهو موضوع درسنا اليوم قال " فصل في المفاضلة بين البشر والملائكة " وهذا الفصل ليت المؤلف لم يعقده يعني ليته لم يتكلم بهذه المسألة وموضوعها أيهم أفضل الملائكة أو البشر أيهم أفضل؟ فيقال أصل البحث في هذا لا داعي له لأن الصحابة رضي الله عنهم وهم أحرص الناس على العلم والإيمان ما بحثوا هذا البحث ما قالوا نحن أفضل أو البشر؟ نعم نحن أفضل أو الملائكة؟ ما قالوا هكذا ما قالوا البشر أفضل أم الملائكة؟ وإذا وشيء سكت عنه الصحابة بلغ مما يتصل بالدين فالأجدر بنا أن ان نسكت عنه
وهذه قاعدة يجب عليك أن تفهمها أن كل شيء سكت عنه الصحابة من أمور الدين فاعلم أن الخوض فيه من فضول الكلام ولا حاجة إليه لأنه لو كان من مهمات ديننا ومن أصول ديننا ومما يجب علينا أن ندين الله به لتبين إما عن طريق القرآن أو طريق السنة أو الصحابة فإذا لم يوجد واحد من هذه الثلاثة علم أنه ليس من الدين في شيء وإذا بنيت نهجك على هذا استرحت من إشكالات كثيرة يوردها بعض المتعلمين اليوم فيما يتعلق بصفات الله عز وجل وفيما يتعلق باليوم الآخر من أمور الغيب التي لا مجال للعقل فيها فيريدون أشياء هي في الحقيقة تدخل في قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( هلك المتنطعون ) قالها ثلاثا وصدق والله رسول الله كل إنسان يتنطع فهو هالك ولابد لو لم يكن من هلاكه إلا مخالفته لطريق الصحابة
فنحن مثلا نقول ليت المؤلف لم يتكلم بهذا إذ لا فائدة لنا منه هذا من الناحية العقلية من الناحية الأثرية أن ذلك لم يكن في أسلافنا من الصحابة والتابعين، من الصحابة أن يخوضوا في هذا الأمر لكن مع ذلك خاض الناس واضطر بعض من يكره الخوض في هذا اضطر إلى أن يخوض فيه ويتكلم لماذا لئلا يكون، يترك المجال لمن لمن لا يصلح أن يتكلم فيه وهذا كثير يا إخواني في العقائد وغير العقائد
فمثلا وجد من يتكلم في العقائد فيقول مثلا هل الله جسم أو غير جسم ثم يقول ليس بجسم ثم يبني على ذلك جميع الصفات التي ينكرها بهذه الحجة هل الله في جهة أو ليس في جهة؟ هل الله يحد أو لا يحد؟ طيب ايش الكلام هذا؟
هل الصحابة سألوا الرسول عن ذلك ولا بحثوا فيه اسكت كما سكتوا سكتوا فلا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم اسكت لكن لما اضطر علماء السنة إلى الكلام في هذا بناء على أنه غير متكلم قالوا لم نكن ندع المجال والميدان لهؤلاء الضلال يتلاعبون به بل لابد أن نخوض ثم نبين الحق
فمثلا في مسألة الجسم قالوا ماذا تريدون بالجسم هل تريدون بالجسم أنه مكون من أشياء يمكن فقدها مع بقاء الجسم أو لا يمكن بقاء الجسم مع فقدها أو ما اشبه ذلك؟ إن أردتم هذا المعنى فنحن ننفي هذا المعنى عن الله وأردتم الجسم القائم بنفسه المتصف بصفات الله الفعال لما يريد فإننا نثبت معنى الجسم لله، نثبت هذا المعنى لله عز وجل أما لفظ الجسم فنبعده بعيدا لا ننفيه ولا نثبته لكننا نستفصل في معناه أما أن نقول جسم أو غير جسم ليس لنا أن نتكلم فيه لأن الله لم يقل عن نفسه إنه جسم والا غير جسم
كذلك مسألة تفضيل الملائكة على البشر أو بالعكس هذه مسألة الذي ينبغي للإنسان أن يدع الكلام فيها ما لم يضطر والعلماء اضطروا إلى ذلك