قال المؤلف "صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليماً." حفظ
الشيخ : " صلى الله عليه " هذه جملة خبرية لكنها بمعنى الدعاء فأنت إذا قلت صلى الله عليه فكأنما تقول اللهم صل عليه .
وصلاة الله عليه هي عند كثير من العلماء ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى يعني يرفع ذكره في الملأ الأعلى ويثني عليه وهي أيضا تتضمن رحمة خاصة لأنها من الصلة ففيها رحمة أخص من الرحمة العامة .
" وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين " ذكر ثلاثة الآل والأصحاب والأتباع فإذا ذكرت الثلاثة وجب أن تفسر الآل بأنهم المؤمنون من قرابته مثل علي بن أبي طالب حمزة بن عبد المطلب العباس بن عبد المطلب ابن عباس وأمثالهم، وإذا وأصحابه جمع صحب وهم الذين اجتمعوا بالرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مؤمنين به وماتوا على ذلك ولا يشترط على القول الصحيح لا يشترط طول الصحبة بل متى اجتمع به أقل اجتماع وهو مؤمن به فهو صاحب وهذه من خصائص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن غير النبي لا يسمى مصاحبه صاحبا إلا مع طول الصحبة .
" ومن تبعهم بإحسان " لم يقل من تبعهم فقط بل قيد من تبعهم كما قيد الله ذلك في قوله : (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ )) ولا بد من هذا القيد لأن كثيرا من الناس يقول إنهم متبعون ولكن لم يحسنوا المتابعة إما زادوا وإما نقصوا .
" وسلم تسليما كثيرا " ما فيها وسلم تسليما أكد الفعل بالمصدر سلمهم أي وقاهم من الأذى والضرر وعليه ففي الصلاة حصول المطلوب وفي السلام زوال المكروب .
إذا ذكر الآل وحده صاروا الآل جميع الأتباع فإذا قيل اللهم صل على محمد وعلى آله محمد فالمراد بالآل كل من اتبعه في دينه ولهذا نقول إن الرجل إذا قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فقد دعا لنفسه صح ؟ صحيح كيف ذلك ؟ لأنه ممن اتبعه .
طيب إذا ذكر الآل والأصحاب صار الآل كل من اتبعه والأصحاب أخص فيكون من باب عطف الخاص على العام .