الكلام على ما يتضمنه الإيمان بصفة الحكمة في أحكام الله. حفظ
الشيخ : ولهذا يجب عليك أن تؤمن بأن كل ما حدث في الكون من مكروه ومحبوب فإنه إيش ؟ صادر عن حكمة وحينئذ لا يمكن أن تعترض عليه الحروب التي تقع بين المسلمين وأعدائه المخاوف التي تقع في البلاد الجدب جدب الأرض قحط السماء كله مكروه لكن يجب أن تعتقد أنه إيش ؟ لحكمة وهو بهذه الملاحظة يكون محبوبا فهو محبوب من وجه مكروه من وجه آخر أومن بهذا يا أخي لا يفوتنك الإيمان بهذا وحينئذ إذا آمنت هذا الإيمان اطمأننت لما يجري في الكون من محبوب ومكروه سواء كان عاما أم خاصا ما أدري هذا واضح ولا لا ؟ واضح طيب إذا آمنت بهذا استرحت فلا يصيبك نكد عند المؤذيات ولا بطر عند المحبوبات ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن ) عجبا أي استحسانا لأمر المؤمن ( إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر ) واحتسب الأجر ( فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر ) واعترف لصاحب الفضل بفضله فكان ذلك خيرا له .
طيب الحكم الشرعي كذلك يجب أن تؤمن به إذا ثبت أن الله حكم به ورسوله ولا تقل لم كان هذا حراما وهذا حلالا أو هذا واجبا وهذا غير واجب لا تقل هكذا لا تقل لماذا يجب الوضوء من لحوم الإبل ولا يجب من لحوم الغنم أبدا لماذا ؟ لأن هذا الحكم الشرعي صادر عن إيش ؟ عن حكمة أي إنسان يعارضك تقول هذا حكم الله ورسوله ولم يكن إلا من حكمة ولهذا لما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه قيل لها : ( ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ) لم تذهب تلتمس العلة قالت : ( كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) فعللت بالحكم المسؤول عنه لماذا ؟ أجيبوا أيها الأذكياء لأننا نعلم أن حكم الله صادر عن حكمة لا شك ولقصورنا قد لا ندرك الحكمة وقد نلتمسها فنصيب أو نخطأ نعم ما ندري ... (( إن الله عزيز حكيم )) .
" وحدوث آحاد فعله تعالى لا يستلزم نقصا في حقه " نعم والله ما يستلزم بل إن حدوث أفعاله أيها الإخوة تعتبر إيش ؟ كمالا أرأيت الرجل المشلول الذي لا يتحرك والرجل السليم الذي يتحرك بقوة ونشاط أيها أكمل ؟ الثاني أكمل لا شك فالرب عز وجل لو قدر أنه معطل لا يفعل ماذا يكون ؟ ناقصا أشد النقص وكيف يصح أن يكون ربا وإلها وهو لا ينفع فعلى هذا يكون إيماننا بأفعال الله إيمانا بكماله ونفينا ذلك يكون نقصا في حق الله عز وجل .