قال المؤلف "ولهذا أظهر الله تعالى بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز. فقال تعالى: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون} . وقال تعالى :{والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون . أمواتٌ غير أحياءٍ وما يشعرون أيان يبعثون}. وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه: {يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً} وعلى قومه: {أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولا يضركم . أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون}." حفظ
الشيخ : " ولهذا أظهر الله بطلان ألوهية الأصنام باتصافها بالنقص والعجز فقال عز وجل : (( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون )) " أجب السؤال من أضل يقول لك ربك من أضل من هذا الذي يدعو من لا يستجيب له إلى يوم القيامة لو بقي إلى يوم القيامة يدعوه لا يستجيب له فمن أضل ؟ لا أحد أضل من هذا لأن العاقل لا يمكن أن يتعب نفسه فيما فائدته معدومة فلا أحد أضل " ولقول الله تبارك وتعالى : (( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون )) " إذا هم موجودون بعد العدم والرب لا يجوز أن يكون معدوما من قبل وأيضا هم عاجزون لا يخلقون شيئا وشيئا نكرة في سياق النفي تعم أي شيء وقد تحدى الله تبارك وتعالى كل الخلق فقال : (( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له )) يجب أن نستمع لهذا المثل (( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ )) كل الذين يدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا والذباب من أخف المخلوقات وأخس المخلوقات ولو اجتمعوا له ما يستطيعون هذه أصنام لا يخلقون شيئا وهم يخلقون (( أمواتٌ غير أحياءٍ )) يعني أن الأصنام ميتة ما فيها حياة حتى تنفع أو تنتفع (( غير أحياءٍ وما يشعرون أيان يبعثون )) يعني ليس عندهم شعور في المستقبل فكيف تدعى من دون الله وقال عز وجل " وقال عن إبراهيم وهو يحتج على أبيه : (( يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً )) " يا أبت كلمة رقيقة من ابن مشفق على أبيه لم تعبد ؟ الاستفهام هنا للإنكار أو للتعجب أو للبيان ؟ نعم هل مراد إبراهيم أن يبين حال المعبودات التي يعبدها أبوه أو المراد التعجب كيف تعبد ما لا ينفعك أو ينكر عليه ؟ كل هذا كلها محتملة يحتمل أن إبراهيم عليه السلام أراد أن يبين لأبيه أن هذه الأصنام لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ويحتمل أنه قال ذلك تعجبا كأن يقول سبحان الله كيف تعبد هذا ويحتمل أنه إنكار لكن قد يبدو للإنسان أن الإنكار في هذا المقام في مقام الدعوة الرقيقة غير وارد نعم وقال تعالى عن إبراهيم أيضا محتجا " على قومه : (( أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولا يضركم )) " هذا للإنكار لا شك قال : (( أفتعبدون من دون الله مالا ينفعكم شيئاً ولا يضركم )) ينكر عليهم " (( أفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون )) " هذه واضحة أنه أراد بذلك الإنكار حيث قال أتضجر منكم ومما تعبدون من دون الله وأنعى عليكم العقل في قوله (( أفلا تعقلون )) وفي هذا دليل على أن العقل الصريح ينافي الكفر القبيح منافاة كاملة العقل الصريح يعني الخالي من الجهل والخالي من إرادة السوء هذا هو العقل الصريح ولهذا قلنا الصريح بمعنى خالص .