قال المؤلف:"فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل. أما السمع: فمنه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً}. فالإيمان بالله يتضمن: الإيمان بصفاته، والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله يتضمن الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله، وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسله، وهو الله ـ عز وجل." حفظ
الشيخ : " فيجب ـ يعني في الثبوتية ـ إثباتها لله حقيقة على الوجه اللائق به بدليل السمع والعقل أما السمع " وسبق لنا أن المراد بالدليل السمعي الكتاب والسنة " أما السمع فمنه قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً )) فالإيمان بالله يتضمن الإيمان بصفاته، والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتضمن الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله، وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسله، وهو الله عز وجل " هذا وجه الدلالة من الآية في الآية اختلاف تعبير قال : (( والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل )) فهذا التفريق اللفظي هل يقتضي التفريق المعنوي ؟ الجواب : نعم قال أهل العلم : نزّل تدل على تنزل الشيء شيئا فشيئا كما قال عز وجل : (( ويوم تشقق السماء بالغمام ونزّل الملائكة تنزيلا )) لأنهم يأتي ملائكة السماء الدنيا ثم الثانية ثم الثالثة وهكذا وأما إذا قيل أنزل فهو دفعة واحدة الكتب السابقة نزلت دفعة واحدة ولهذا قال الكافرون محتجين على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة )) يعني كما نزل من قبل فقال الله تعالى كذلك يعني أنزلناه دفعات (( لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )) إذا الدليل من السمع على وجوب الإيمان بالصفات الثبوتية قوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل )) .