قال المؤلف:"وأما العقل: فلأن الله تعالى أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره، وأصدق قيلاً، وأحسن حديثاً من غيره، فوجب إثباتها له كما أخبر بها من غير تردد، فإن التردد في الخبر إنما يتأتى حين يكون الخبر صادراً ممن يجوز عليه الجهل، أو الكذب، أو العي بحيث لا يفصح عما يريد، وكل هذه العيوب الثلاثة ممتنعة في حق الله - عز وجل - فوجب قبول خبره على ما أخبر به. وهكذا نقول فيما أخبر به النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الله تعالى، فإن النبي، صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه وأصدقهم خبراً وأنصحهم إرادة، وأفصحهم بياناً، فوجب قبول ما أخبر به على ماهو عليه." حفظ
الشيخ : " وأما العقل فلأن الله أخبر بها ـ بإيش ؟ بالصفات الثبوتية ـ أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره " أعلم بنفسه بها أي بنفسه من غيره " وأصدق قيلاً، وأحسن حديثاً من غيره " أصدق قيلا لأنه لا يمكن أن يعتريه الكذب خبر الله لا يمكن أن يكون فيه كذب أحسن حديثا يعني في أسلوبه وبلاغته وفصاحته ولذاذته على القلب هو أحسن فجمع بين الصدق والحسن نعم قال : " فوجب إثباتها له كما أخبر بها من غير تردد، فإن التردد في الخبر إنما يتأتى حين يكون الخبر صادراً ممن يجوز عليه الجهل، أو الكذب، أو العي بحيث لا يفصح عما يريد، وكل هذه العيوب الثلاثة ممتنعة في حق الله عز وجل فوجب قبول خبره على ما أخبر به " واضح يا جماعة هذا دليل إيش ؟ عقلي نحن لا نعلم الغيب ولا نعرف عن الغيب إلا من أخبرنا الله به وقد أخبرنا عن نفسه بأنه يتصف بكذا وكذا فوجب إيش ؟ وجب قبوله لأننا لا سنتطيع أن نقول إنه صادر عن جهل ولا نستطيع أن نقول إنه كذب ولا نستطيع أن نقول إنه عيي ليس فصيحا كل هذا لا نستطيعه فإذا يجب أن نؤمن بمقتضاه لأنه صادر عن علم بلا شك وصادر من صادق بلا شك بل أصدق الصادقين وبلغة وبيان فصيح لا يمتري في ذلك عاقل فوجب اعتقاد مدلوله سواء يا إخواننا سواء علمنا أن ذلك مما يقره العقل أو لا يقره مع أن العلماء يقولون الشرع لا يأتي بما تحيله العقول استمع للكلمة لا يأتي الشرع بما تحيله العقول لكن يأتي بما تحار فيه العقول يعني تعجز عن إدراك حكمته ولهذا أعطى الله سبحانه وتعالى من شاء من خلقه العقل التام والفهم الثاقب حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال في كتابه * درء تعارض العقل والنقل * المسمى بإيش ؟ بالعقل والنقل قال : " لا يأتي أحد بحجة شرعية يحتج بها على باطل إلا كانت هذه الحجة حجة عليه " كلام عجيب أي إنسان يحتج على أحد بحجة شرعية من القرآن والسنة لكن على باطل فإن هذا سيكون إيش ؟ حجة عليه لأن الله يقول : (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه )) حجة عليه فإذا قال معطل إن الله يقول : (( ليس كمثله شيء )) إذا لا صفات له نقول الحمد لله تقر بالآية قال نعم هذا كلام الله نقول هذه حجة عليك لأن نفي المثلية يدل على ثبوت أصل الصفة فنفي المثل لا شك أنه يدل على ثبوت أصل لا يمكن التماثل فيه بين الآدمي والخالق عز وجل وهذا الذي قاله صحيح لكنه يحتاج إلى فهم ثاقب وإيمان صريح وكلما قوي إيمان العبد قوي فهمه لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم طيب .
" وهكذا نقول فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، عن الله تعالى فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه " تكتب صح ولا غلط ؟ صح أعلم الناس بربه طيب " وأصدقهم خبراً " صح " وأنصحهم إرادة " صح ما من نبي بعثه الله إلا دل أمته على خير ما يراه خيرا لهم وحذرهم مما يراه شرا فهم أنصح الخلق " وأفصحهم بياناً " صح ؟ صح لا شيء من كلام البشر أفصح من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا يستدل بعض العلماء النقاد الذين جرت السنة في دمائهم ومخهم وعظامهم يحكمون على الحديث بأنه باطل وإن لم يعرفوا سنده بإيش ؟ لأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم فصيح بين ظاهر بمجرد ما تسمعه ويقع في أذنك تعرف أنه كلام الرسول حتى إن بعض الناس آتاه الله تعالى من حسن النطق ما يشابه كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أعلم أحدا أشبه كلاما بكلام الرسول من عبد الله بن مسعود، عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذا تكلم كأنما يتكلم عن نبوة نعم .