قال المؤلف "القاعدة الخامسة: الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية وفعلية: فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، ومنها الصفات الخبرية، كالوجه، واليدين، والعينين." حفظ
الشيخ : " القاعدة الخامسة : الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين : ذاتية وفعلية " هذا التقسيم يا إخوانا قد يقول قائل : أين الدليل عليه ؟ ولماذا لا نعرض عن هذه التقسيمات ؟ ونقول ما حاجة إذا وصف الله بصفة وصفناه بها ولا نقول ذاتية ولا فعلية ؟
فالجواب : أن هذا نعم هذا هو الأسد وهو الأولى لكن لما حدثت البدع وفرقوا بين الصفات وقالوا إن الله سميع عليم قدير لكنه لا يفعل لا يستوي على العرش ولا ينزل إلى السماء الدنيا ولا يأتي للفصل بين العباد احتاج الناس إلى أن يبينوا أن كلا النوعين ثابت لله عز وجل وإلا فلا شك أن الأسلم أن يأخذ الإنسان الكتاب والسنة على ما هو عليه ولا يتكلم بمثل هذا لكن إذا لم يكن إلا الأسنة مركب فما حيلة المضطر إلا ركوبها ولا بد ولا يمكن أن يترك المجال لهؤلاء المعطلة المحرفة يلعبون كما شاؤوا بل لا بد أن ننزل في الميدان ونخوض غمار الدفاع بل ينبغي أن نهاجم لأن الحق معنا طيب .
صفات ذاتية " فالذاتية : هي التي لم يزل ولا يزال متصفاً بها، كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، ومنها أي من الصفات الذاتية الصفات الخبرية، كالوجه، واليدين، والعينين " إذا الضابط في الصفات الذاتية ما هي ؟ التي لم يزل ولا يزال متصفا بها والأمثلة واضحة العلم القدرة السمع البصر العزة الحكمة العلو العظمة ومنها الصفات الخبرية كاليدين كالوجه واليدين والعينين وذكرنا لكم قبل أن الصفات الخبرية هي التي مسماها بالنسبة لنا أبعاض وأجزاء وليست معاني طيب ما تقولون في جنس الأفعال ؟ ما هو الفعل المعين ذاتي لأن الله لم يزل ولا يزال فعالا ولا يلزم من قولنا هذا أن يكون العالم قديما مقارنا لله عز وجل أبدا لأنه بالضرورة الفعل بعد وجود الفاعل والمفعول بعد وجود الفعل ولهذا لما قال شيخ الإسلام رحمه الله بتسلسل الحوادث في الماضي والمستقبل شنعوا عليه وقالوا هذا الرجل أشرك قال لهم كيف هذا ؟ كل يعلم بصريح العقل أن المفعول بعد إيش ؟ بعد الفعل والفعل صفة في الفاعل طيب الوجه واضح في القرآن الكريم جاء متعددا اليدين نعم جاءت متعددة بصيغة التثنية كقوله تعالى : (( بل يداه مبسوطتان )) وبصيغة الجمع كقوله : (( مما علمت أيدينا )) وبصيغة الإفراد كما في قوله : (( تبارك الذي بيده الملك )) نعم .العينين كذلك جاءت بصيغة الإفراد كما في قول الله تعالى : (( ولتصنع على عيني )) أليس كذلك ؟ نعم أليس كذلك ؟ أجب أجب باللسان لا بالرأس بلى ما الذي قلت ؟ يعني جاءت بصيغة الإفراد كقوله : (( ولتصنع على عيني )) وبلفظ الجمع كما في قوله : (( تجري بأعيننا )) ولم تأتي مثناة في القرآن لكن السنة صريحة في ذلك فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر أن الدجال أعور وأن الله ليس بأعور وهذا نص صريح وأما من حرف هذا الحديث عن موضعه وقال إنه أعور أي معيب وإن الله ليس بمعيب فقوله مردود بالنص حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كأن عينه عنب طافية ) وهذا واضح جدا في إبطال الذين قالوا إن العور هنا بمعنى العيب فإذا قال قائل : أين الدلالة من هذا الحديث على أنه ليس لله إلا عينان ؟ قلنا : إنما ذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا الوصف حتى يتميز جليا أن الدجال ليس إيش ؟ ليس برب ولو كان لله أكثر من عينين لكانت التمييز حاصلا هذا واحد .
ثانيا : يعني حاصلا بأن يقول : وإن ربكم له ثلاث أعين أيضا لو كان له أعين ثلاث لكان السكوت عن الثالثة سكوت عن كمال لأنه لو كان له ثلاثة أعين فهي كمال لا شك فالسكوت عنها سكوت عن ذكر كمال الله عز وجل والأمر والحمد لله واضح ولا إشكال فيه وأما الجمع بين التثنية والإفراد والجمع سيأتي إن شاء الله تعالى في بحث مستقل .