قال المؤلف :"وقوله: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم}." حفظ
الشيخ : " وقال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ )) " احكم بينهم عند النزاع بما أنزل الله أي بالقرآن والسنة لأن الله تعالى قال : (( وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة )) (( ولا تتبع أهواءهم )) الله عز وجل يقول للرسول لا تتبع أهواءهم تثبيتا له وتأييدا وإلا فهو لن يتبع أهواءهم بل أمره الله أن يقول : (( قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )) فلن يتبع أهواءهم لكن الله ينهاه عن ذلك تثبيتا له لا لأنه اتبع فهو تثبيت لا إنكار انتبه يا أخي تثبيت لا إنكار لأنه لم يقع منه اتباع الهوى ولكن الله نهاه ليثبته حتى قال الله له فيما قال له في سورة الإسراء : (( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا )) يعني وإذا اتبعت ما يقولون (( لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا )) إذا الجواب (( إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثم لا تجد لك علينا نصيرا )) أفهمت يا أخي لماذا يذيقه الله ضعف الحياة وضعف الممات ؟ لأنه رسول وزلته ليست كزلة غيره ومن هنا نعرف أن زلة العالم أشد من زلة غيره وأن العالم يجب عليه من الحفاظ على السنة غير الواجب ما لا يجب على غيره ويجب عليه من الحفاظ على الواجب أكثر من غيره لأن العالم متبع خصوصا الذي رزقه الله عز وجل حسن نية وقصد فسيكون إماما سواء سخط أو رضي فإذا كان كذلك يجب عليه أن يفعل ما لا يجب على غيره انتبه لهذا فلو أن رجلا من العلماء أم الناس فصار يقرأ بقصار المفصل كل يوم في صلاة الفجر هل هو آثم ؟ لا، آثم آثم هو لو كان يصلي وحده ما أثم يقرأ ما تيسر لكنه إمام يأثم لأن الناس سيقولون إن السنة في صلاة الفجر أن يقرأ من قصار المفصل فيكون آثما الآن أنتم أليس تسمعون العوام يحتجون بفعل العالم ؟ نعم إذا مشكلة هذه يتغير به الدين إذا أسقط شيئا من الدين ولو كان مسنونا فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لن يتبع أهواءهم لكن لشدة الأمر وخطورة الأمر ينهاه الله تعالى أن يتبع أهواءهم إيش ؟ تثبيتا له يعني اثبت على هذا اثبت على ألا تتبع أهواءهم .