قال المؤلف :"ودليل ذلك: السمع، والعقل. أما السمع: فقوله تعالى: {نزل به الروح الأمين .على قلبك لتكون من المنذرين. بلسانٍ عربيٍ مبين}. وقوله:{إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون}. وقوله: {إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون} وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي."
حفظ
الشيخ : " ولهذا أدلة سمعية وعقلية :
أما السمع : فقوله تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين )) " ذكر الله عز وجل أن هذا القرآن نزل به الروح الأمين الروح الأمين هو جبريل ووصفه بالأمانة لئلا يقول قائل لعله خان فأخفى شيئا أو زاد شيئا أو غير لأن المقام مقام عظيم مقام إبلاغ كلام الرب عز وجل إلى من ؟ إلى عباده فلا بد أن يكون المرسل به أمينا لا بد أن يكون أمينا وإلا لحصل الشك والتردد فأثبت الله عز وجل أمانة الواسطة بينه وبين الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو جبريل أنه أمين ثم ذكر محل النزول هل هو على السمع فقط ؟ أو على القلب الذي هو محل الوعي ؟ الجواب : الثاني على قلبك لأن الإنسان قد يرد على سمعه شيء ثم لا يفقهه تماما لكن إذا كان ينزل على القلب الذي هو محل الوعي والحفظ والإدراك صار هذا أقوى في ثبوته ثم بين العلة من هذا الإنزال يعني الحكمة قال : (( لتكون من المنذرين )) ولسنا بصدد بيان فوائد الآية لأن المقصود الاستدلال بها على هذه القاعدة (( بلسانٍ عربيٍ مبين )) بلسان هذه متعلقة بنزل أو متعلقة بقوله : (( وإنه لتنزيل )) .
بلسان عربي اللسان يعني اللغة العربية التي ينطق بها العرب لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث في العرب وقد قال الله عز وجل : (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )) فكان القرآن بلسان عربي .
مبين هل مبين بمعنى بين أو مبين بمعنى مظهر أو كلاهما ؟ كلاهما لأن أبان تكون لازمة وتكون متعدية فيقال أبان الصبح أي بان ويقال أبان الخفي أي أوضحه وأظهره فهو بين في نفسه مبين لما يخفى بلسان عربي مبين وموضح للشيء وإذا كان نزل بلسان عربي فما الواجب إذا تلونا القرآن الكريم أن نحمل آياته على ما يدل عليه اللسان العربي أجيبوا يا جماعة ؟ نعم فإن لم نفعل فقد حرفنا الكلم عن مواضعه " وقال الله عز وجل : (( إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) ـ وقولُه بالضم عطفا على قوله ـ أما السمع وقوله : (( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) " أنزلناه قرآنا عربيا الضمير في أنزلناه مفعول وقرآنا عربيا حال يعني حال كونه قرآنا عربيا منسوب للغة العرب فلا يمكن أن ينسب إلى غيرها ولا يمكن أن يظهر به عما تدل عليه هذه اللغة العربية أنزلناه قرآنا عربيا الضمير في أنزلناه مفعول وقرآنا عربيا حال يعني حال كونه قرآنا عربيا منسوب للغة العرب فلا يمكن أن ينسب إلى غيره ولا يمكن أن يظهر عما تدل عليه هذه اللغة العربية وكفى باللغة العربية فخرا أن ينسب القرآن الكريم إليها قرآنا عربيا .
الآية الثانية (( إنا جعلناه قرآنا عربيا )) الهاء في قوله إنا جعلناه مفعول أول وقرآنا عربيا مفعول ثاني لأن جعل هنا بمعنى صير أي صيرناه باللغة العربية ليش ؟ لحكمة قال : (( لعلكم تعقلون )) أي تعقلون معناه وتفهمون معناه على أي شيء يحمل هذا المعنى ؟ على ما يقتضيه اللسان العربي .
استدل الجهمية بقوله تعالى : (( إنا جعلناه قرآنا عربيا )) على أن القرآن مخلوق ولكن هذا الاستدلال غير صحيح لأن معنى صيرناه باللغة العربية أي جعلناه بهذا اللسان العربي وهو كلام ولا غير كلام ؟ كلام وكلام الخالق غير كلام المخلوق فلا دليل فيه لما قالوا نعم .
" وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي " أفهمت ؟ معلوم ما دام نزل باللسان العرب وجعله الله قرآنا عربيا لنعقله إذا يجب أن نحمله على ما يقتضيه اللسان العربي حسب الظاهر إلا أن يدل عليه دليل يمنع منه دليل شرعي فإن منع منه دليل شرعي وجب حمله على ما يدل عليه الدليل مثال ذلك الصلاة مثلا الصلاة في اللغة الدعاء في الشرع عبادة ذات أقوال وأفعال معلومة، الزكاة في اللغة النماء والزيادة وفي الشرع حق خاص في أموال مخصوصة طيب، وكذلك الحج في اللغة القصد وفي الشرع قصد مكة لأداء المناسك وهلم جرا فما نقله الشرع عن معناه الأصلي في اللغة فإنه حقيقة في ما نقله الشرع إليه ولهذا استثنينا فقلنا إلا أن يمنع منه دليل شرعي .
أما السمع : فقوله تعالى : (( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين )) " ذكر الله عز وجل أن هذا القرآن نزل به الروح الأمين الروح الأمين هو جبريل ووصفه بالأمانة لئلا يقول قائل لعله خان فأخفى شيئا أو زاد شيئا أو غير لأن المقام مقام عظيم مقام إبلاغ كلام الرب عز وجل إلى من ؟ إلى عباده فلا بد أن يكون المرسل به أمينا لا بد أن يكون أمينا وإلا لحصل الشك والتردد فأثبت الله عز وجل أمانة الواسطة بينه وبين الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو جبريل أنه أمين ثم ذكر محل النزول هل هو على السمع فقط ؟ أو على القلب الذي هو محل الوعي ؟ الجواب : الثاني على قلبك لأن الإنسان قد يرد على سمعه شيء ثم لا يفقهه تماما لكن إذا كان ينزل على القلب الذي هو محل الوعي والحفظ والإدراك صار هذا أقوى في ثبوته ثم بين العلة من هذا الإنزال يعني الحكمة قال : (( لتكون من المنذرين )) ولسنا بصدد بيان فوائد الآية لأن المقصود الاستدلال بها على هذه القاعدة (( بلسانٍ عربيٍ مبين )) بلسان هذه متعلقة بنزل أو متعلقة بقوله : (( وإنه لتنزيل )) .
بلسان عربي اللسان يعني اللغة العربية التي ينطق بها العرب لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث في العرب وقد قال الله عز وجل : (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )) فكان القرآن بلسان عربي .
مبين هل مبين بمعنى بين أو مبين بمعنى مظهر أو كلاهما ؟ كلاهما لأن أبان تكون لازمة وتكون متعدية فيقال أبان الصبح أي بان ويقال أبان الخفي أي أوضحه وأظهره فهو بين في نفسه مبين لما يخفى بلسان عربي مبين وموضح للشيء وإذا كان نزل بلسان عربي فما الواجب إذا تلونا القرآن الكريم أن نحمل آياته على ما يدل عليه اللسان العربي أجيبوا يا جماعة ؟ نعم فإن لم نفعل فقد حرفنا الكلم عن مواضعه " وقال الله عز وجل : (( إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) ـ وقولُه بالضم عطفا على قوله ـ أما السمع وقوله : (( إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون )) " أنزلناه قرآنا عربيا الضمير في أنزلناه مفعول وقرآنا عربيا حال يعني حال كونه قرآنا عربيا منسوب للغة العرب فلا يمكن أن ينسب إلى غيرها ولا يمكن أن يظهر به عما تدل عليه هذه اللغة العربية أنزلناه قرآنا عربيا الضمير في أنزلناه مفعول وقرآنا عربيا حال يعني حال كونه قرآنا عربيا منسوب للغة العرب فلا يمكن أن ينسب إلى غيره ولا يمكن أن يظهر عما تدل عليه هذه اللغة العربية وكفى باللغة العربية فخرا أن ينسب القرآن الكريم إليها قرآنا عربيا .
الآية الثانية (( إنا جعلناه قرآنا عربيا )) الهاء في قوله إنا جعلناه مفعول أول وقرآنا عربيا مفعول ثاني لأن جعل هنا بمعنى صير أي صيرناه باللغة العربية ليش ؟ لحكمة قال : (( لعلكم تعقلون )) أي تعقلون معناه وتفهمون معناه على أي شيء يحمل هذا المعنى ؟ على ما يقتضيه اللسان العربي .
استدل الجهمية بقوله تعالى : (( إنا جعلناه قرآنا عربيا )) على أن القرآن مخلوق ولكن هذا الاستدلال غير صحيح لأن معنى صيرناه باللغة العربية أي جعلناه بهذا اللسان العربي وهو كلام ولا غير كلام ؟ كلام وكلام الخالق غير كلام المخلوق فلا دليل فيه لما قالوا نعم .
" وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي " أفهمت ؟ معلوم ما دام نزل باللسان العرب وجعله الله قرآنا عربيا لنعقله إذا يجب أن نحمله على ما يقتضيه اللسان العربي حسب الظاهر إلا أن يدل عليه دليل يمنع منه دليل شرعي فإن منع منه دليل شرعي وجب حمله على ما يدل عليه الدليل مثال ذلك الصلاة مثلا الصلاة في اللغة الدعاء في الشرع عبادة ذات أقوال وأفعال معلومة، الزكاة في اللغة النماء والزيادة وفي الشرع حق خاص في أموال مخصوصة طيب، وكذلك الحج في اللغة القصد وفي الشرع قصد مكة لأداء المناسك وهلم جرا فما نقله الشرع عن معناه الأصلي في اللغة فإنه حقيقة في ما نقله الشرع إليه ولهذا استثنينا فقلنا إلا أن يمنع منه دليل شرعي .