من الحكمة في الدعوة أنه من نهى أحدا عن شيئ أن يذكر له البديل مما أحل الله. حفظ
الشيخ : وبمناسبة سياق الآية هذه أود أن أذكركم أن الإنسان إذا نهى الناس عن شيء وكان لا بد له منه أن يذكر لهم بدله مما أحل الله ليش ؟ لأنه إذا سد الباب عليهم فلا بد أن يكسروه إذا لم يجدوا منفذا فإذا وجدوا منفذا لم يبقى لهم عذر ولهذا قال : (( لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا )) .
ومن ذلك أيضا قول لوط لقومه : (( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ )) فهو يدلهم على شيء محلل وينهاهم عن شيء محرم .
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له الرجل : ( ما شاء الله وشئت قال : أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده ) .
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قدموا له تمرا طيبا من أين هذا قالوا : ( يا رسول الله نأخذ الصاع من هذا بالصاعين والصاعين بالثلاثة قال : هذا عين الربا ولكن بيعوا الرديء بالدراهم واشتروا بالدراهم طيبا ) هذا معنى الحديث المهم أنتم إن شاء الله دعاة إلى الله إذا ذكرتم تحريم شيء يحتاج الناس إليه فلا بد أن تذكروا لهم البديل الحلال لا تسدوا على الناس الطريق فإنكم إن سددتم الطريق إيه ؟ كسروا الباب وتسوروا الجدار نعم .
وقال تعالى : (( ومن الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا )) نسأل الله العافية .