قال المؤلف :"فلفظ (القرية)، مثلاً يراد به القوم تارة، ومساكن القوم تارة أخرى.فمن الأول قوله تعالى: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً}. ومن الثاني قوله تعالى عن الملائكة ضيف إبراهيم: {إنا مهلكوا أهل هذه القرية}." حفظ
الشيخ : " فلفظ القرية، مثلاً يراد به القوم تارة، ومساكن القوم تارة أخرى " نفس القرية يراد بها القوم نفس القوم ويراد بها مساكن القوم حسب إيش ؟ حسب السياق .
" فمن الأول الذي يراد به القوم قوله تعالى : (( وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذاباً شديداً )) " أي ما من قرية تكذب الرسل إلا قضي عليها إما بالهلاك والمحق أو بالعذاب الشديد الذي يكون بالحروب والمخاوف وغير ذلك هذه لا شك أن المراد بذلك القوم ليست القرية كذلك قوله تعالى : (( وكم من قرية أهلكناها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير )) ما المراد بالقرية ؟ القوم لأن مساكن القوم لا توصف بهذا الوصف لو قال قائل المراد بالقرية هنا المساكن لقلنا إن اللفظ يأباه وهذا تحريف المساكن لا تكون ظالمة واضح طيب .
" ومن الثاني : قوله تعالى عن الملائكة ضيف إبراهيم : (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) " هنا ما يمكن أن تقول المراد بالقرية الساكنة لأنه أضاف الساكن إلى القرية فالمراد بالقرية هنا المساكن يا إخواني مهلكوا أهل هذه القرية المراد بها المساكن دون الساكن لو أراد إنسان أن يقول المراد الساكن قلنا لا يستقيم الكلام إنا مهلكوا أهل أهل ما يستقيم فتبين الآن أن ظاهر الكلام يختلف بحسب السياق والقرائن وأن الكلمة في سياقها وقرائنها حقيقة فيه لوجود القرينة الصارفة عن المعنى الأول .