قال المؤلف :"وتقول: صنعت هذا بيدي فلا تكون اليد كاليد في قوله تعالى: {لما خلقت بيدي}. لأن اليد في المثال أضيفت إلى المخلوق فتكون مناسبة له وفي الآية أضيفت إلى الخالق فتكون لائقة به فلا أحد سليم الفطرة صريح العقل يعتقد أن يد الخالق كيد المخلوق أو بالعكس. ونقول: ما عندك إلا زيد، وما زيد إلا عندك، فتفيد الجملة الثانية معنى غير ما تفيده الأولى مع اتحاد الكلمات لكن اختلف التركيب فتغير المعنى به." حفظ
الشيخ : " وتقول : صنعت هذا بيدي " أو بيديّ إن شئت صنعت هذا بيديّ يعني إنسان صنع له كرسيا بيديه تقول صنعت هذا الكرسي بيدي تمام .
طيب وقال الله عز وجل نعم " فلا تكون اليد كاليد في قوله تعالى : (( لما خلقت بيدي )) " ليش ؟ لأن الإضافة تعين المراد فلا تظنك إذا قلت صنعت هذا بيديّ أنها كقوله تعالى عن نفسه : (( لما خلقت بيدي )) لأن اليد في الأول أضيفت إلى الإنسان المخلوق وفي الثاني إلى الرب الخالق لأن اليد في المثال ما يحتاج نكتب الأول ذكرنا لكم الأول ما يصلح " لأن اليد في المثال أضيفت إلى المخلوق فتكون مناسبة له " أي تكون يد مناسبة للمخلوق " وفي الآية أضيفت إلى الخالق فتكون لائقة به فلا أحد سليم الفطرة صريح العقل يعتقد أن يد الخالق كيد المخلوق " الفرق بين هذا المثال والمثال في قوله القرية واضح القرية على نفس الذات وهذه على صفة في الذات وهي اليد فالمثالان بينهما فرق لكن معناهما واحد بالنسبة لكون هذه حقيقة في مكانه وهذا حقيقة في مكانه هنا يقول أحد سليم الفطرة من هو سليم الفطرة ؟ سليم الفطرة هو الذي بقي على ما فطر الله عليه الخلق لم يهوداه أبواه ولم ينصراه بل هو على فطرته .
صريح العقل هو الذي لم يشب عقله شائبة الشرك أو الشبهة أو الشهوة بل عقله صريح لا غبار عليه لأن العقل الصريح مع الفطرة السليمة يتفقان على الحق لا يمكن لذي عقل صريح وفطرة سليمة أن يتوهم أو يتخيل أن يد الخالق كيد المخلوق وتقول : ما عندك إلا زيد وما زيد إلا عندك فتفيد الجملة الثانية معنى غير ما تفيده الأولى مع اتحاد الكلمات لكن اختلف التركيب فتغير المعنى به .
نحن قلنا بالأول الكلمة الواحدة يكون لها كلمة وتركيب الكلام يفيد معنى على وجهه إذا قلت ما عندك إلا زيد وما زيد إلا عندك الكلمات واحدة والتركيب مختلف في الترتيب فقط المعنى المستفاد من المثال الأول ما عندك إلا زيد أنه لا يوجد أحد عند هذا المخاطب إلا زيد ولكن زيدا يجوز أن يكون في مكان آخر فالحصر إذا ما عندك إلا زيد الحصر في الماكث في المكان .
وتقول ما زيد إلا عندك يختلف هنا حصرت إيش ؟ حصرت الماكث في المكان نعم لا وتقول ما زيد نعم وتقول ما زيد إلا عندك حصرت زيد في المكان ما هو إلا عندك لا يوجد في مكان آخر لكن هل يوجد أناس آخرون عنده عند المخاطب ؟ يحتمل بخلاف الجملة الأولى مع أن التركيب واحد في الكلمات ما فيه إلا الترتيب لكن الحصر الأول في الماكث والثاني في المكان فتفيد الجملة الثانية معنى غير ما تفيده الأولى مع اتحاد الكلمات لكن اختلف التركيب فتغير المعنى به .