قال المؤلف :"الثاني: أن يقال : إن الحق إما أن يكون فيما قاله السلف أو فيما قاله غيرهم والثاني باطل لأنه يلزم منه أن يكون السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان تكلموا بالباطل تصريحاً أو ظاهراً ولم يتكلموا مرة واحدة لا تصريحاً ولا ظاهراً بالحق الذي يجب اعتقاده. وهذا يستلزم أن يكونوا إما جاهلين بالحق وإما عالمين به لكن كتموه وكلاهما باطل وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم فتعين أن يكون الحق فيما قاله السلف دون غيرهم." حفظ
الشيخ : " الثاني : أن يقال : إن الحق إما أن يكون فيما قاله السلف أو فيما قاله غيرهم " صح ما هو الدليل على هذا الحصر ؟ الدليل قول الله عز وجل : (( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ )) وقوله تعالى : (( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) ما في قسم ثالث .
" فيقال : إما أن يكون الحق فيما قاله السلف أو فيما قاله غيرهم والثاني باطل الثاني ما هو ؟ أن يكون الحق فيما قاله غيرهم هذا باطل لماذا ؟ لأنه يلزم منه أن يكون السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان تكلموا بالباطل تصريحا أو ظاهرا ولم يتكلموا مرة واحدة لا تصريحا ولا ظاهرا بالحق الذي يجب اعتقاده وهذا يستلزم أن يكونوا إما جاهلين بالحق وإما عالمين به لكن كتموه وكلاهما باطل وبطلان اللازم يدل على بطلان الملزوم فتعين أن يكون الحق فيما قاله السلف دون غيرهم " .
قد يكون له أدلة عقلية منطقية واضحة نقول : إما أن يكون الحق فيما قال السلف أو فيما قاله غيره ولا يخرج عن هذا والدليل كما سمعتم (( فماذا بعد الحق إلا الضلال )) (( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) ما في غير هذا .
الثاني : أن يكون الحق فيما قاله غيرهم باطل لأنه يلزم أن السلف كلهم تكلموا بالباطل تصريحا أو ظاهرا وسكتوا عن الحق فلم يتكلموا به لا تصريحا ولا ظاهرا أفهمتم يا جماعة ما الذي يلزم على هذا ؟ يلزم إما أنهم جاهلون بالحق لا يدرون عنه وإما عالمون عنه كاتمون له وكلاهما باطل لأنه كيف يمكن أن يكون صدر هذه الأمة لا يعلمون الحق فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته هذا لا يمكن لأن لو فرضنا جهلهم لكان من بعدهم من باب أولى أيضا لا يمكن أن يكتموا الحق لحرصهم على نشر العلم وبذله والجهاد في الوصول إلى أهله فلا يمكن أن يكتم الحق وكيف يمكن وهم يتلون قول الله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ )) .