قال المؤلف :"فإن قال المشبه: أنا لا أعقل من نزول الله، ويده إلا مثل ما للمخلوق من ذلك، والله تعالى لم يخاطبنا إلا بما نعرفه ونعقله فجوابه من ثلاثة أوجه: أحدها: أن الذي خاطبنا بذلك هو الذي قال عن نفسه: {ليس كمثله شيء}. ونهى عباده أن يضربوا له الأمثال، أو يجعلوا له أنداداً فقال: {فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون} وقال: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون}. وكلامه تعالىكله حق يصدق بعضه بعضاً، ولا يتناقض.} حفظ
الشيخ : " فإن قال المشبه : أنا لا أعقل من نزول الله، ويده إلا مثل ما للمخلوق من ذلك، والله تعالى لم يخاطبنا إلا بما نعرفه ونعقله فجوابه " .
وهذه شبهة قوية للممثل يقول إن الله خاطبنا في القرآن بما نعقل ونفهم لأن الله قال : (( لعلكم تعقلون )) ونحن لا نعقل ولا نفهم إلا ما نشاهد فإذا أخبرنا الله عن الغائب وجب يا عبد الله ؟
الطالب : ... .
الشيخ : وجب أن يحمل على المشاهد لأن الله إنما يخاطبنا بما نعقل وهذه شبهة قوية لكنها ليست والحمد لله شبهة على من تأمل وجوابها أن نقول : نعم فإن قال : أنا لا أعقل إلا كذا فجوابه من ثلاثة أوجه :
" أحدها : أن الذي خاطبنا بذلك هو الذي قال عن نفسه : (( ليس كمثله شيء )) " فكيف نحمل كلامه على المماثلة وهو يقول : (( ليس كمثله شيء )) هذا لا يمكن ونهانا سبحانه وتعالى أن نضرب الأمثال فقال : (( فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون )) وقال : (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) وكلامه تعالى حق كله حق يصدق بعضه بعضا ولا يتناقض أظن واضح .
الآن نرد عليه من كلام الذي استدل بكلامه هو استدل بقول الله مثلا : (( بل يداه مبسوطتان )) وقوله : (( ثم استوى على العرش )) وقال الاستواء المعلوم لنا استواء المخلوق نحمله على ما نعلم وكذلك يقال في بقية الصفات .
الجواب : أن نقول إن الذي قال ذلك هو الذي قال : (( ليس كمثله شيء )) ونهانا أن نضرب له الأمثال أو أن نجعل له الأنداد فقال : (( ليس كمثله شيء )) وقال : (( فلا تضربوا لله الأمثال )) وقال : (( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون )) .