قال المؤلف :" فيقال له: إذا كنت تقر بذلك فلماذا لا يكون عندك الإقدام والشجاعة في إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، وأثبته له رسوله، صلى الله عليه وسلم، على حقيقته وظاهره اللائق بالله؟ وكيف يكون عندك الإقدام والشجاعة في نفي حقيقته تلك، وصرفه إلى معنى يخالف ظاهره بغير علم؟ وماذا يضيرك إذا أثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه في كتابه، أو سنة نبيه على الوجه اللائق به، فأخذت بما جاء في الكتاب والسنة إثباتاً ونفياً؟ أفليس هذا أسلم لك وأقوم لجوابك إذا سئلت يوم القيامة: {ماذا أجبتم المرسلين}. أو ليس صرفك لهذه النصوص عن ظاهرها، وتعيين معنى آخر مخاطرة منك؟‍ فلعل المراد يكون ـ على تقدير جواز صرفها ـ غير ما صرفتها إليه." حفظ
الشيخ : " إذا كنت تقر بذلك فلماذا لا يكون عندك الإقدام والشجاعة في إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، على حقيقته وظاهره اللائق بالله ؟ " .
إذن إذا لم يثبت فهذا يعني الجبن التام وأنه لا شجاعة عنده بل إننا نشك في جواباته التي سبقت إذا كان لا يقر بأنها حقيقة لأن إجاباته السابقة تستلزم أن يكون مؤمنا بأن ما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر عنه رسوله إيش ؟ على حق وصدق وعلى حقيقته ما فيه تحريف .
" وكيف يكون عندك الإقدام والشجاعة في نفي حقيقته تلك، وصرفه إلى معنى يخالف ظاهره بغير علم ؟ " الاستفهام هنا للإنكار يعني سبحان الله تجبن أن تقر بما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر عنه رسوله ثم تقدم على أن تحرف ذلك عن موضعه وإذا قال الله عن نفسه شيئا وجب علينا أن نقول : سمعنا وصدقنا وكذلك إذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم والحمد لله النصوص لا تتعارض فالنصوص المثبتة تقرن بالنصوص النافية فيقال له وجه لكن ليس كمثله شيء له قدم لكن ليس كمثله شيء كما قال الرازي وهو من أئمة الكلام من عظمائهم قال : " أقرأ في الإثبات قول الله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) وقوله : (( وهو القاهر فوق عباده )) وأقرأ في النفي : (( ليس كمثله شيء )) (( ولا يحيطوون به علما )) ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي " لأنه خاض علم الكلام وعلم المنطق ولم ينتهي به إلى شيء حتى إن بعض العلماء قال : أكثر الناس شكا عند الموت هم أهل الكلام نسأل الله العافية والشك عند الموت آخر ساعة فلهذا أنصح نفسي وإياكم ألا تتعمقوا فيما أخبر الله به عن نفسه وأخبر عنه الرسول قولوا سمعنا وصدقنا ولا تتعرض لشيء كثير ما يناقش بعض الناس ( إن الله لا يمل حتى تملوا ) هل يثبت الملل لله وما أشبه ذلك لماذا يا أخي ؟ لا تتكلم بهذا قل كما قال الرسول : ( إن الله لا يمل حتى تملوا ) لا يمل من الثواب والجزاء حتى تملوا من العمل بس كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وكما سكت عنه الصحابة .
لله تعالى أصابع عشرة عشرين ثلاثين أربعين ما لنا حق نتكلم بهذا نقول نؤمن بما جاء به النص لله أصابع والقلوب بين أصابع من أصابع الرحمن والمذكور في قصة ابن مسعود والحبر من اليهود خمس من الأصابع لكن هل هي لا تزيد ؟ يجب علينا السكوت أسلم لنا وأطهر لقلوبنا وأحسن لخاتمتنا التعمق والجدل في الأحكام التي تتعلق بأفعالنا نحن ما يتعلق بأفعالنا لا بأس افعل وناقش وقل اللوازم وكل شيء لكن ما يتعلق بالله عز وجل وأسماءه وصفاته كن أديبا لا تتعرض لشيء وأنت إذا فعلت هذا سوف تخصم كل إنسان كل إنسان ستخصمه لأن معك سيفا حادا وسهما ثاقبا ألا وهو التمسك بإيش ؟ بالكتاب والسنة أقول هكذا قال الرسول ولا أتعداه في أمور الغيب هكذا قال الله ولا أتعداه في أمور الغيب ولا أقول يلزم كذا ويلزم كذا هو لا يلزمني حتى لا يلزمني أيضا أن أمثل بشيء يقرب المعنى إلا إذا علمت أن في ذلك فائدة وأن صاحبي يريد الوصول إلى الحقيقة فلا بأس أن أمثل بالشيء المحسوس حتى يعقل فهذه المسألة خطيرة جدا في الواقع نسأل الله لنا ولكم الثبات .
قال : ومن جملة الإنكار " وماذا يضيرك إذا أثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه في كتابه، أو سنة نبيه على الوجه اللائق به، فأخذت بما جاء في الكتاب والسنة إثباتاً ونفياً " ما الذي يضيرك ؟ أجيبوا لا يضره شيئا بل هو الذي ينفعه أفليس هذا ؟ يعني الإثبات أسلم لك وأقوم لجوابك إذا سئلت يوم القيامة ماذا أجبتم المرسلين بلى والله أسلم وأثبت وأقوم أوليس صرفك لهذه النصوص عن ظاهرها وتعيين معنى آخر مخاطرة منك ؟ الجواب بلى والله مخاطرة ليش ؟ "‍ فلعل المراد يكون على تقدير جواز صرفها غير ما صرفتها إليه " واضح نعم إذا صرفت مثلا الاستواء إلى الاستيلاء ألا يجوز أن يكون الاستواء هنا بمعنى غير الاستيلاء ؟ الجواب : بلى إذا أنت أثبت ما ليس لك به علم ونفيت ما هو ظاهر القرآن والسنة فالمسألة خطيرة ولا تجادل لا تجادل إلا إذا تعين عليك المجادلة لبيان الحق وإلا فسد باب الجدل ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( ما أتي قوم الجدل إلا ضلوا ) .