قال المؤلف :" خامساً: أنه يلزم منه جواز نفي ما أثبته الله ورسوله، فيقال في قوله تعالى: {وجاء ربك}: إنه لا يجيء وفي قوله ، صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" : إنه لا ينزل لأن إسناد المجيء ، والنزول إلى الله مجاز عندهم، وأظهر علامات المجاز عند القائلين به صحة نفيه، ونفي ما أثبته الله ورسوله من أبطل الباطل، ولا يمكن الانفكاك عنه بتأويله إلى أمره لأنه ليس في السياق ما يدل عليه. ثم إن من أهل التعطيل من طرد قاعدته في جميع الصفات، أو تعدى إلى الأسماء ـ أيضاً ـ، ومنهم من تناقض فأثبت بعض الصفات دون بعض، كالأشعرية والماتريدية: أثبتوا ما أثبتوه بحجة أن العقل يدل عليه، ونفوا ما نفوه بحجة أن العقل ينفيه، أو لا يدل عليه." حفظ
الشيخ : ويش بعد عندكم ؟ " خامسا :أنه يلزم منه جواز نفي ما أثبته الله ورسوله، فيقال في قوله تعالى : (( وجاء ربك )) : إنه لا يجيء وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) : إنه لا ينزل لأن إسناد المجيء ، والنزول إلى الله تعالى مجاز عندهم، وأظهر علامات المجاز عند القائلين به صحة نفيه، ونفي ما أثبته الله ورسوله من أبطل الباطل، ولا يمكن الانفكاك عنه بتأويله إلى أمره لأنه ليس في السياق ما يدل عليه " هذا أيضا مهم الوجه أن يقال إنه يلزم منه نفي ما أثبته الله في قوله تعالى : (( وجاء ربك )) قال : المراد جاء أمر ربك فهي مجاز عن مجيء الأمر وأظهر علامات المجاز عند القائلين أنه يصح نفيه ولهذا استدل الشنقيطي رحمه الله على منع المجاز في القرآن بأنه ليس في القرآن شيء يصح نفيه فأنت مثلا إذا قلت رأيت أسدا يحمل حقيبة كل واحد يقدر يقول هذا ليس بأسد نفيا صريحا هذا ليس بأسد فإذا قلنا (( وجاء ربك )) إنه مجاز عن مجيء أمره قلنا إذا يصح أن تقول إن الله لم يجئ ولا لا ؟ لأن المجاز يصح نفيه ولا شك أن هذا من أبطل الباطل أن يقال فيما أثبته الله لنفسه من الصفات إنه يجوز نفيها فالحمد لله الذي هدانا لما اختلف فيه من الحق الإنسان إذا قرأ أقوال الناس ومللهم ونحلهم يحمد الله عز وجل على ما أنعم به عليه ويسأل الله الثبات لأن الإنسان ما دام لم تخرج روحه فهو على خطر " ثم إن من أهل التعطيل من طرد قاعدته في جميع الصفات أو تعدي إلى الأسماء أيضا ومنهم من تناقض فأثبت بعض الصفات دون بعض كالأشعرية والماتريدية " يعني من أهل التعطيل من طرد القاعدة وقال : يجب ألا نثبت لله صفة مثل من ؟ المعتزلة أقروا بالأسماء وأنكروا الصفات وقالوا إنها أعلام محضة مجردة عن كل معنى والصفات الخبرية اتفقوا هم والأشاعرة على نفيها ومنهم من تناقض فأثبت البعض الذي زعم أن العقل دل عليه ونفى الباقي الذي لم يدل عليه العقل كالأشعرية .