قال المؤلف :" أحدهما: أنه طريق مبتدع لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا سلف الأمة وأئمتها والبدعة لا تدفع بالبدعة وإنما تدفع بالسنة.الثاني: أن المعتزلة والجهمية يمكنهم أن يحتجوا لما نفوه على الأشاعرة والماتريدية بمثل ما احتج به الأشاعرة والماتريدية لما نفوه على أهل السنة فيقولون : لقد أبحتم لأنفسكم نفي ما نفيتم من الصفات بما زعمتموه دليلاً عقلياً وأولتم دليله السمعي فلماذا تحرمون علينا نفي ما نفيناه بما نراه دليلاً عقلياً ونؤول دليله السمعي فلنا عقول كما أن لكم عقولاً فإن كانت عقولنا خاطئة فكيف كانت عقولكم صائبة وإن كانت عقولكم صائبة فكيف كانت عقولنا خاطئة وليس لكم حجة في الإنكار علينا سوى مجرد التحكم واتباع الهوى. وهذه حجة دامغة وإلزام صحيح من الجهمية والمعتزلة للأشاعرة والماتريدية ولا مدفع لذلك ولا محيص عنه إلا بالرجوع لمذهب السلف الذين يطردون هذا الباب ويثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً: لا تمثيل فيه ولا تكييف وتنزيهاً : لا تعطيل فيه ، ولا تحريف ، {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}." حفظ
الشيخ : " أحدهما : أنه طريق مبتدع لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا سلف الأمة وأئمتها والبدعة لا تدفع بالبدعة وإنما تدفع بالسنة " صحيح لا يمكن أن يدفع باطل بباطل وإنما يدفع الباطل بالحق ولهذا ضل من ضل من الناس الذين قالوا يجب أن نقيم الأفراح والسرور في يوم عاشوراء ضد الرافضة الذين يظهرون الأحزان في هذا اليوم هذا غلط نقول إذا أردت أن تدفع البدعة فادفعها بالسنة وإلا كنت متناقضا وأيضا لا يمكن أن تدفع حجة الخصم بالبدعة.
" الثاني : أن المعتزلة والجهمية يمكنهم أن يحتجوا لما نفوه على الأشاعرة والماتريدية بمثل ما احتج به الأشاعرة والماتريدية لما نفوه على أهل السنة "
الأشاعرة والماتريدية احتجوا على أهل السنة بأن إثبات الصفات منافي للعقل ويستلزم التشبيه يستطيع أن يقول المعتزلة للأشاعرة وإثباتكم أيضا لما أثبتم من الصفات منافي للعقل ومستلزم للتشبيه " ويقولون : لقد أبحتم لأنفسكم نفي ما نفيتم من الصفات بما زعمتموه دليلاً عقلياً وأولتم دليله السمعي فلماذا تحرمون علينا نفي ما نفيناه بما نراه دليلاً عقلياً ونؤول دليله السمعي فلنا عقول كما أن لكم عقولاً فإن كانت عقولنا خاطئة فكيف كانت عقولكم صائبة وإن كانت عقولكم صائبة فكيف كانت عقولنا خاطئة وليس لكم حجة في الإنكار علينا سوى مجرد التحكم واتباع الهوى " هذه واضح ولا غير واضح ؟ نعم طيب لعل الله أن يعينكم ويعيننا على تفهيمكم يقول : المعتزلة معروف أنهم أنكروا الصفات جملة وقالوا إن الله لا يوصف بصفات فهل يمكن للأشاعرة أن يحتجوا عليهم ؟ الجواب : لا لأن المعتزلة والجهمية سيقولون أنتم أولتم في صفات ظننتم أن العقل لا يدل عليها مثل إيش ؟ مثل الرحمة الضحك النزول المجيء العجب وما أشبه ذلك تقولون إن العقل لا يدل عليها ونحن أيضا أنكرنا الصفات لأن العقل لا يدل عليها أو يدل على نفيها فأي فرق بيننا وبينكم أنتم لو أثبتم الجميع فلكم حجة علينا ولو نفيتم الجميع لوافقتونا أما أن تثبتوا بعضا وتتركوا بعضا بحجة العقل فنحن أيضا نثبت الأسماء ولا نثبت الصفات بحجة العقل فلماذا تحرمون علينا نفي ما نفيناه وتبيحون لأنفسكم أن تنفوا مثله وهل هذا إلا عدوان ؟ عدوان على الناس وتناقض في الأقوال فإذا كان لكم عقول فلنا عقول إن كانت عقولنا خاطئة فعقولكم خاطئة وإن كانت عقولنا صائبة فعقولكم صائبة أما أن تقولون عقلونا صائبة وعقولكم خاطئة فهذا غير مقبول قال : " وهذه حجة دامغة وإلزام صحيح من الجهمية والمعتزلة للأشعرية والماتريدية ولا مدفع لذلك ولا محيص عنه إلا بالرجوع لمذهب السلف الذين يطردون هذا الباب ويثبتون لله تعالى من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً لا تمثيل فيه ولا تكييف وتنزيهاً لا تعطيل فيه ، ولا تحريف (( ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور )) ".