قال المؤلف :" فصل:اعلم أن بعض أهل التأويل أورد على أهل السنة شبهة في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات ادعى أن أهل السنة صرفوها عن ظاهرها ليلزم أهل السنة بالموافقة على التأويل أو المداهنة فيه،وقال: كيف تنكرون علينا تأويل ما أولناه مع ارتكابكم لمثله فيما أولتموه؟" حفظ
الشيخ : ولهذا قال : " فصل : اعلم أن بعض أهل التأويل أورد على أهل السنة " وقولنا أهل التأويل نرجو الله تعالى أن يعفو عنا بهذا التعبير لأن الصواب أهل التحريف لأن التأويل الذي بمعنى التفسير سواء وافق الظاهر أو خالف الظاهر ليس مذموما بل هو محمود بل واجب لكن التأويل الذي لا دليل عليه يجب أن نسميه بما يستحق من الأسماء وهو إيش ؟ التحريف لكننا قد نصانع بعض الناس فيما يطلقونه خوفا من النفور لأنك لو قلت للأشعري مثلا أنت محرف للكتاب والسنة فإنه سوف ينفر منك ولا يقبل هذا اللقب إطلاقا فمصانعة الناس فيما يطلقونه من الألفاظ إذا لم يكن فيه محذور شرعي لا بأس بها .
وقولنا : إذا لم يكن فيه محذور شرعي بمعنى أننا نبين ما يقول حتى يستحق الوصف اللائق وهو التحريف يقول : " أورد على أهل السنة شبهة " أورد بالإفراد أيجوز الجمع ؟ نعم يجوز لأن كلمة بعض تشمل الواحد والجماعة " في نصوص من الكتاب والسنة في الصفات ادعى " أي هذا البعض " أن أهل السنة صرفوها عن ظاهرها " لأحد أمرين " ليلزم أهل السنة بالموافقة على التأويل " حتى يعذرهم أهل السنة بتأويلهم يعني مثلا يقول : أنتم أولتم كذا فاعذرونا إذا أولنا أنتم أهل السنة أولتم في كذا بدليل عندكم اعذورنا نحن فيلزم أهل السنة بالموافقة على التأويل " أو المداهنة فيه " المداهنة فيه بمعنى أن اسكت عني وأسكت عنك كما قال عز وجل : (( ودوا لو تدهن فيدهنون )) يعني اسكت ونحن نسكت وسمي مداهنة مأخوذ من الدهن لأن الدهن يلين القاسي فكأن الإنسان إذا داهن غيره كأنه لان معه وسكت عن باطله " وقال : كيف تنكرون علينا تأويل ما أولناه مع ارتكابكم لمثله فيما أولتموه ؟ " هذه في الواقع ليست حجة ولكنها شبهة لأن أهل السنة أولوا ما أولوا بدليل من الشرع وإذا كان ذلك بدليل من الشرع فإن هذا التأويل الذي هو صرف للدليل عن ظاهره يعتبر إيش ؟ تفسيرا يعتبر تفسيرا ولهذا تجد ابن جرير رحمه الله إذا أراد أن يفسر الآية يقول : " القول في تأويل قوله تعالى " أي في تفسيرها .