قال المؤلف : " وهذا القول ليس صرفاً للكلام عن ظاهره، وذلك لأن الفعل {استوى} اقترن بحرف يدل على الغاية والانتهاء. فانتقل إلى معنى يناسب الحرف المقترن به ألا ترى إلى قوله تعالى: {عيناً يشرب بها عباد الله}.حيث كان معناها يروى بها عباد الله لأن الفعل {يشرب} اقترن بالباء فانتقل إلى معنى يناسبها وهو يروى، فالفعل يضمن معنى يناسب معنى الحرف المتعلق به ليلتئم الكلام." حفظ
الشيخ : " وهذا القول " أعني تفسير استوى بمعنى ارتفع ما فيه إشكال بمعنى قصد بإرادة تامة كما فسره بذلك ابن كثير رحمه الله والبغوي في تفسيره في سورة فصلت قال : " وهذا القول ليس صرفاً للكلام عن ظاهره، وذلك لأن الفعل (( استوى )) اقترن بحرف يدل على الغاية والانتهاء " استوى إلى وأما استوى بمعنى ارتفع فيعدى بعلى " فانتقل إلى معنى يناسب الحرف المقترن به ألا ترى إلى قوله تعالى : (( عيناً يشرب بها عباد الله )) " كيف نفسر يشرب ؟ نعم إن فسرت يشرب بمعنى الشرب لزم أن تجعل الباء بمعنى من يشرب منها عباد الله وإن فسرت يشرب بمعنى يروى بقيت الباء على موضوعها فأي المعنيين أولى ؟ الثاني أولى لأنك إذا قلت يروى بها تضمن ذلك الشرب مع الري وإذا قلت يشرب منها دل على الشرب لكن لم يدل على الري ثم إنه يلزم من هذا يعني مع ضعف الدلالة يلزم أن تؤول الحرف إلى معنى حرف آخر تؤول الباء إلى معنى من هذه المسألة اختلف فيها البصريون والكوفيون فقال بعضهم : التجوز في العامل وقال بعضهم : التجوز في الحرف الذين قالوا التجوز في الحرف قالوا يجب أن نجعل الحرف حرفا يناسب إيش ؟ العامل والذين قالوا التجوز في العامل قالوا يجب أن نجعل العامل على وجه يناسب الحرف ويسمى هذا التضمين وهذا أصح طريقا وأبين وعلى هذا استوى إلى السماء يجب أن يفسر الاستواء بمعنى يناسب إيش ؟ إلى الذي هو الحرف وعلى كلام ابن جرير رحمه الله يجب أن نفسر إلى بمعنى على طيب " ألا ترى إلى قوله تعالى : (( عيناً يشرب بها عباد الله )) حيث كان معناها يروى بها عباد الله لأن الفعل ((يشرب )) اقترن بالباء فانتقل إلى معنى يناسبها وهو يروى، فالفعل يضمن معنى يناسب معنى الحرف المتعلق به " هذا مقتضى اللغة العربية .