قال المؤلف : " المثالان الخامس ، والسادس : قوله تعالى في سورة الحديد : {وهو معكم أين ما كنتم }. وقوله في سورة المجادلة : { ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا}.
والجواب: أن الكلام في هاتين الآيتين حق على حقيقته وظاهره. ولكن ما حقيقته وظاهره؟
هل يقال: إن ظاهره وحقيقته أن الله تعالىمع خلقه معية تقتضي أن يكون مختلطاً بهم، أو حالاً في أمكنتهم؟
أو يقال: إن ظاهره وحقيقته أن الله تعالىمع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطاً بهم: علماً وقدرةً، وسمعاً، وبصراً، وتدبيراً، وسلطاناً، وغير ذلك من معاني ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه؟
ولا ريب أن القول الأول لا يقتضيه السياق، ولا يدل عليه بوجه من الوجوه، وذلك لأن المعية هنا أضيفت إلى الله ـ عز وجل ـ ، وهو أعظم وأجل من أن يحيط به شيء من مخلوقاته ولأن المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن لا تستلزم الاختلاط أو المصاحبة في المكان، وإنما تدل على مطلق المصاحبة، ثم تفسر في كل موضع بحسبه."
حفظ
الشيخ : " المثالان الخامس والسادس : قوله تعالى في سورة الحديد : (( وهو معكم أين ما كنتم )) وقوله في سورة المجادلة وهما سورتان متتاليتان قال : (( ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا )) " هذا أيضا ورد عن السلف رحمهم الله أنهم قالوا وهو معكم بعلمه فيكون معكم أي عالم بكم ففرح بذلك أهل التأويل فرحوا فرحا عظيما إيش قالوا ؟ قالوا أنتم أولتم لأن المعية أعم من أن يكون المراد بها العلم فهو معنا بعلمه وسمعه وبصره وسلطانه وغير ذلك فالمهم أنهم فرحوا وقالوا : الحمد لله أنتم أولتم النص فلا يمكن أن تنكروا علينا تأويلنا .
" والجواب : أن الكلام في هاتين الآيتين حق على حقيقته وظاهره ولكن ما هي حقيقته وظاهره ؟ " لأن الآية صريحة في أنه حق وهو من ؟ الله معكم وكل ضمير يرجع إلى الله عز وجل سواء في فعل أو في اسم أو غيره فإنه إلى الله نفسه حقيقة نقول حق على حقيقته وظاهره ولكن ما حقيقته وظاهره " هل يقال : إن ظاهره وحقيقته أن الله تعالى مع خلقه معية تقتضي أن يكون مختلطاً بهم، أو حالاً في أمكنتهم ؟
أو يقال : إن ظاهره وحقيقته أن الله مع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطاً بهم : علماً وقدرةً، وسمعاً، وبصراً، وتدبيراً، وسلطاناً، وغير ذلك من معاني ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه ؟ " .
الآن لدينا احتمالان الاحتمال الأول أنه معهم حقيقة معية تقتضي أن يكون مختلطا بهم وحالا في أماكنهم .
الثاني : أن يكون المعنى أنه معهم حقيقة معية تقتضي سعة علمه وقدرته وسمعه وبصره وسلطانه وغير ذلك فهو وإن كان على عرشه فهو معنا لا يخفى عليه شيء من أموره ولا يشذ عنه شيء من أحوالنا أيهما أولى ؟ الثاني بلا شك " ولا ريب أن القول الأول لا يقتضيه السياق، ولا يدل عليه بوجه من الوجوه، وذلك لأن المعية هنا أضيفت إلى الله عز وجل وهو أعظم وأجل من أن يحيط به شيء من مخلوقاته ولأن المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن لا تستلزم الاختلاط أو المصاحبة في المكان، وإنما تدل على مطلق المصاحبة، ثم تفسر في كل موضع بحسبه " .
نعم الأول لا يقتضيه السياق ولا يدل عليه لماذا ؟ لأن المعية هنا أضيفت إلى من ؟ إلى الله عز وجل ونحن نؤمن بأن الله تعالى لا يحيط به شيء من مخلوقاته ولا يمكن أن يحيط به شيء من مخلوقاته ولو قلنا إن المعية تقتضي الاختلاط لزم أن تحيط به المخلوقات وكما ذكرنا فيما سبق في العلو أنه إذا قلنا إنه معنا في الأرض لزم أحد أمرين ولا بد وهما : إما التعدد وإما التجزؤ وكلاهما باطل فالآية ليس هذا ظاهرها ولأن المعية في اللغة العربية معناه مطلق المصاحبة وتفسر في كل شيء بحسبه ألا ترى إلى الرجل يقال إن زوجته معه ها ويش المراد بالمصاحبة هنا ؟ أنه لم يطلقها وليس المعنى أنها معه في المسجد وفي السوق وفي كل مكان ألا ترى أن القائد يقول للجند اذهبوا إلى الساحة وأنا معكم وهو جالس في غرفة العمليات هل يلزم من هذا أن يكون مصاحبا لهم في الميدان لا يلزم فمعية كل شيء بحسبه فمعنى المعية في اللغة العربية مطلق المصاحبة فتفسر في كل موضع بحسبه .
" والجواب : أن الكلام في هاتين الآيتين حق على حقيقته وظاهره ولكن ما هي حقيقته وظاهره ؟ " لأن الآية صريحة في أنه حق وهو من ؟ الله معكم وكل ضمير يرجع إلى الله عز وجل سواء في فعل أو في اسم أو غيره فإنه إلى الله نفسه حقيقة نقول حق على حقيقته وظاهره ولكن ما حقيقته وظاهره " هل يقال : إن ظاهره وحقيقته أن الله تعالى مع خلقه معية تقتضي أن يكون مختلطاً بهم، أو حالاً في أمكنتهم ؟
أو يقال : إن ظاهره وحقيقته أن الله مع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطاً بهم : علماً وقدرةً، وسمعاً، وبصراً، وتدبيراً، وسلطاناً، وغير ذلك من معاني ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه ؟ " .
الآن لدينا احتمالان الاحتمال الأول أنه معهم حقيقة معية تقتضي أن يكون مختلطا بهم وحالا في أماكنهم .
الثاني : أن يكون المعنى أنه معهم حقيقة معية تقتضي سعة علمه وقدرته وسمعه وبصره وسلطانه وغير ذلك فهو وإن كان على عرشه فهو معنا لا يخفى عليه شيء من أموره ولا يشذ عنه شيء من أحوالنا أيهما أولى ؟ الثاني بلا شك " ولا ريب أن القول الأول لا يقتضيه السياق، ولا يدل عليه بوجه من الوجوه، وذلك لأن المعية هنا أضيفت إلى الله عز وجل وهو أعظم وأجل من أن يحيط به شيء من مخلوقاته ولأن المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن لا تستلزم الاختلاط أو المصاحبة في المكان، وإنما تدل على مطلق المصاحبة، ثم تفسر في كل موضع بحسبه " .
نعم الأول لا يقتضيه السياق ولا يدل عليه لماذا ؟ لأن المعية هنا أضيفت إلى من ؟ إلى الله عز وجل ونحن نؤمن بأن الله تعالى لا يحيط به شيء من مخلوقاته ولا يمكن أن يحيط به شيء من مخلوقاته ولو قلنا إن المعية تقتضي الاختلاط لزم أن تحيط به المخلوقات وكما ذكرنا فيما سبق في العلو أنه إذا قلنا إنه معنا في الأرض لزم أحد أمرين ولا بد وهما : إما التعدد وإما التجزؤ وكلاهما باطل فالآية ليس هذا ظاهرها ولأن المعية في اللغة العربية معناه مطلق المصاحبة وتفسر في كل شيء بحسبه ألا ترى إلى الرجل يقال إن زوجته معه ها ويش المراد بالمصاحبة هنا ؟ أنه لم يطلقها وليس المعنى أنها معه في المسجد وفي السوق وفي كل مكان ألا ترى أن القائد يقول للجند اذهبوا إلى الساحة وأنا معكم وهو جالس في غرفة العمليات هل يلزم من هذا أن يكون مصاحبا لهم في الميدان لا يلزم فمعية كل شيء بحسبه فمعنى المعية في اللغة العربية مطلق المصاحبة فتفسر في كل موضع بحسبه .