قال المؤلف : " الثالث: أنه مستلزم للوازم باطلة لا تليق بالله ـ سبحانه وتعالى ـ. ولا يمكن لمن عرف الله تعالى وقدره حق قدره، وعرف مدلول المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن أن يقول: إن حقيقة معية الله لخلقه تقتضي أن يكون مختلطاً بهم أو حالاً في أمكنتهم، فضلاً عن أن تستلزم ذلك ولا يقول ذلك إلا جاهل باللغة، جاهل بعظمة الرب ـ جل وعلا ـ." حفظ
الشيخ : قال : " ولا يمكن لمن عرف الله تعالى وقدره حق قدره " يعني عظمه حق تعظيمه " وعرف مدلول المعية في اللغة العربية التي نزل بها القرآن أن يقول : إن حقيقة معية الله لخلقه تقتضي أن يكون مختلطاً بهم أو حالاً فيهم " لماذا لا يمكن هذا ؟ لأن هذه معية مضافة إلى الله عز وجل وإذا كانت معية مضافة إلى الله لزم أن تكون لائقة به ومعلوم أنه لو قيل أنها تقتضي اختلاط مع الخلق في أماكنهم لكان ذلك منافيا إلى الإضافة الاختصاصية التي تليق بالله وفكر أنت الآن هل يمكن لأي إنسان إن الله معك في المرحاض إذا كنت في المرحاض أعوذ بالله لا يمكن إطلاقا إذا كان لا يمكن نقول إنه لا يلزم أن يكون مقتضاها الاختلاط بل هي معية مضافة إلى الله كسائر صفاته طيب فإذا تبين ذلك قال : " فضلاً عن أن تستلزم ذلك " الذين يقولون إن الله معنا في كل مكان يقولون هذا مستلزم المعية وقد سبق أن ضربنا لكم أمثالا بأن المعية تطلق على من بينك وبينه مسافات مثل بدر بين المدينة ومكة الرجل مثلا القاعد يقول للجند أنا معكم وهو بعيد في غرفة القيادة القمر كل الناس يقولون القمر معنا يقول أسير والقمر معنا أو على يميننا وعلى شمالنا وأين موضعه ؟ في السماء وهو من أصغر آيات الله عز وجل فإذا تبين بطلان هذا القول تعين أن يكون الحق هو القول الثاني .