قال المؤلف : " فإذا تبين بطلان هذا القول تعين أن يكون الحق هو القول الثاني، وهو أن الله تعالى مع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطاً بهم، علماً، وقدرة، وسمعاً وبصراً وتدبيراً وسلطاناً، وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه.
وهذا هو ظاهر الآيتين بلا ريب، لأنهما حق، ولا يكون ظاهر الحق إلا حقاً ولا يمكن أن يكون الباطل ظاهر القرآن أبداً."
حفظ
الشيخ : الرجل مثلا القاعد يقول للجند أنا معكم وهو بعيد في غرفة القيادة القمر كل الناس يقولون القمر معنا يقول أسير والقمر معنا أو على يميننا وعلى شمالنا وأين موضعه ؟ في السماء وهو من أصغر آيات الله عز وجل .
" فإذا تبين بطلان هذا القول تعين أن يكون الحق هو القول الثاني " الحق هو القول الثاني بالنصب ولا القولُ ؟ القولَ بالنصب لأنه هو هنا ضمير فصل وضمير الفصل لا يؤثر كما قال تعالى : (( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )) ولا الغالبون ؟ (( الغالبين )) فتجد أن ضمير الفصل لم يغير الإعراب لأنه هو حرف ليس له محل من الإعراب .
يقول " هو القول الثاني : وهو أن الله تعالى مع خلقه معية تقتضي " انتبه إلى كلمة تقتضي لأن الوارد عن السلف أنهم معهم بعلمه تفسير لها بمقتضاها ولوازمها لا بحقيقة معناها والذي جرهم إلى هذا هو أن الجهمية في ذلك الوقت لهم صولة يقولون للعامة إن الله معنا نفسه في الأرض والعامي إذا قرؤوا : (( وهو معكم أينما كنتم )) ثم قيل له هذا المعنى يلتبس عليه الأمر أو لا ؟ يلتبس عليه الأمر بلا شك وعقول العوام لا تستوعب أن يقال إن الله معنا حقيقة وهو في السماء لا تستوعب هذا فلذلك عدل السلف ومرادي من بعد الصحابة وإن كان قد روي عن ابن مسعود نحو هذا القول إن معنى (( وهو معكم )) أي هو عالم بهم لكن عدلوا عن ذلك من أجل تيسير الفهم على العامة فإذا قيل للعامي هو معكم أي بعلمه أي يعلمكم لا يخفى عليه أمركم اطمئن وعرفه لكن لو قيل له إنه حقيقة معك وهو في السماء قد لا يتصور هذا وقد لا يحتمل هذا عقله نعم وقد لا يحتمل هذا عقله ونحن إذا فسرناها باللازم المحقق لم نخرج عن معناها لأنه سبق لنا أن لازم قول الله ورسوله حق وأنه من وقول الله ورسوله ومن هنا نعرف أن الفتوى قد تتغير بحسب الحال لكن ليس هذا تغيرا لأصل الحكم لأن الأحكام ما يمكن تتغير لكن لتغير العلل الموجبة للحكم طيب نقول إذا هو مع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطا بهم علما وقدرة وسمعا وبصرا وتدبيرا وسلطانا وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه عز وجل وقد أشار إلى هذا ابن كثير رحمه الله في تفسيره وأشار إليه أيضا ابن رجب رحمه الله بأنه ليس معهم بالعلم فقط بل بالعلم والسمع والبصر والقدرة والسلطان وغير ذلك مما تقتضيه الربوبية وهذا هو ظاهر الآيتين بلا ريب ما هما الآيتان ؟ آية الحديد والمجادلة نعم .
" لأنهما حق، ولا يكون ظاهر الحق إلا حقاً ولا يمكن أن يكون الباطل ظاهر القرآن أبداً " ما هو الباطل ؟ القول بأنه معنا في المكان هذا قول باطل وإذا كان الإنسان يعرف مدلول العلو وأصر إلا أن يكون في الأرض فإنه كافر لأنه مكذب لله ورسوله والآية المشتبهة هذه تحمل على إيش ؟ تحمل على المحكم يا جماعة كل آية كل حديث مشتبه نحمله على المحكم الذي لا يشتبه لا تكن كالذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه ويضربون القرآن أو السنة بعضها ببعض .
" فإذا تبين بطلان هذا القول تعين أن يكون الحق هو القول الثاني " الحق هو القول الثاني بالنصب ولا القولُ ؟ القولَ بالنصب لأنه هو هنا ضمير فصل وضمير الفصل لا يؤثر كما قال تعالى : (( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )) ولا الغالبون ؟ (( الغالبين )) فتجد أن ضمير الفصل لم يغير الإعراب لأنه هو حرف ليس له محل من الإعراب .
يقول " هو القول الثاني : وهو أن الله تعالى مع خلقه معية تقتضي " انتبه إلى كلمة تقتضي لأن الوارد عن السلف أنهم معهم بعلمه تفسير لها بمقتضاها ولوازمها لا بحقيقة معناها والذي جرهم إلى هذا هو أن الجهمية في ذلك الوقت لهم صولة يقولون للعامة إن الله معنا نفسه في الأرض والعامي إذا قرؤوا : (( وهو معكم أينما كنتم )) ثم قيل له هذا المعنى يلتبس عليه الأمر أو لا ؟ يلتبس عليه الأمر بلا شك وعقول العوام لا تستوعب أن يقال إن الله معنا حقيقة وهو في السماء لا تستوعب هذا فلذلك عدل السلف ومرادي من بعد الصحابة وإن كان قد روي عن ابن مسعود نحو هذا القول إن معنى (( وهو معكم )) أي هو عالم بهم لكن عدلوا عن ذلك من أجل تيسير الفهم على العامة فإذا قيل للعامي هو معكم أي بعلمه أي يعلمكم لا يخفى عليه أمركم اطمئن وعرفه لكن لو قيل له إنه حقيقة معك وهو في السماء قد لا يتصور هذا وقد لا يحتمل هذا عقله نعم وقد لا يحتمل هذا عقله ونحن إذا فسرناها باللازم المحقق لم نخرج عن معناها لأنه سبق لنا أن لازم قول الله ورسوله حق وأنه من وقول الله ورسوله ومن هنا نعرف أن الفتوى قد تتغير بحسب الحال لكن ليس هذا تغيرا لأصل الحكم لأن الأحكام ما يمكن تتغير لكن لتغير العلل الموجبة للحكم طيب نقول إذا هو مع خلقه معية تقتضي أن يكون محيطا بهم علما وقدرة وسمعا وبصرا وتدبيرا وسلطانا وغير ذلك مما تقتضيه ربوبيته مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه عز وجل وقد أشار إلى هذا ابن كثير رحمه الله في تفسيره وأشار إليه أيضا ابن رجب رحمه الله بأنه ليس معهم بالعلم فقط بل بالعلم والسمع والبصر والقدرة والسلطان وغير ذلك مما تقتضيه الربوبية وهذا هو ظاهر الآيتين بلا ريب ما هما الآيتان ؟ آية الحديد والمجادلة نعم .
" لأنهما حق، ولا يكون ظاهر الحق إلا حقاً ولا يمكن أن يكون الباطل ظاهر القرآن أبداً " ما هو الباطل ؟ القول بأنه معنا في المكان هذا قول باطل وإذا كان الإنسان يعرف مدلول العلو وأصر إلا أن يكون في الأرض فإنه كافر لأنه مكذب لله ورسوله والآية المشتبهة هذه تحمل على إيش ؟ تحمل على المحكم يا جماعة كل آية كل حديث مشتبه نحمله على المحكم الذي لا يشتبه لا تكن كالذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه ويضربون القرآن أو السنة بعضها ببعض .