قال المؤلف : " ثم قال: فلفظ المعية قد استعمل في الكتاب والسنة في مواضع: يقتضي في كل موضع أموراً لا يقتضيها في الموضع الآخر. فإما أن تختلف دلالتها بحسب المواضع، أو تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها، وإن امتاز كل موضع بخاصية فعلى التقديرين ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب - عز وجل - مختلطة بالخلق حتى يقال :قد صرفت عن ظاهرها ا.هـ." حفظ
الشيخ : " فيقال : فإما أن تختلف دلالتها بحسب المواضع، أو تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها، وإن امتاز كل موضع بخاصية " يعني معنى ذلك أن شيخ الإسلام يقول إما أن تختلف دلالتها حسب المواضع فعلى هذا تكون من قسم المشترك مشترك يعني إذا كان اللفظ يدل على معنيين فأكثر لا مزية لأحدهما على الآخر سمي مشتركا ومثلوا لذلك بكلمة عين كلمة عين تطلق بالمعنى الحقيقي على العين الباصرة وعلى عين الماء تسمى عينا وعلى النقد يسمى عينا ومنه قول الشاعر : " ... " هذا نسميه إيش ؟ نسميه مشتركا ومنه القرء اسم مشترك بين إيش ؟ الحيض والطهر ولهذا اختلف العلماء في قوله تعالى : (( ثلاثة قروء )) هل المراد ثلاثة أطهار أو ثلاث حيض المهم المشترك هو الذي يدل على معنيين على السواء يعني أنه يقال حقيقة في هذا وهذا يسمى مشترك ضدها المترادف المترادف ألفاظ متعددة والمعنى واحد مثل إنسان وبشر قمح بر وله أمثلة فشيخ الإسلام يقول هل نجعل المعية أنها تختلف دلالتها بحسب المواضع بمعنى أنها من قسم المشترك أو نقول أنها تدل على قدر مشترك بين جميع مواردها وإن امتاز كل موضع بخاصية وهذا يسمونه مشككا لأنه لما كان يتفق في أصل واحد لكن يختلف في تميز كل واحد عن الآخر إن نظرنا إلى هذا التميز قلنا إنه من الألفاظ المتباينة وإن نظرنا إلى القدر المشترك قلنا إنه من الألفاظ المشتركة فلهذا يسميه العلماء المشكك لأنه يوقع السامع أو المتكلم في الشك بين أن يكون من المشترك أو يكون من المتبادر واضح هذا ولا لا ما هو بواضح ؟
الطالب : مو بواضح .
الشيخ : أولا ما هو المشترك هو اللفظ الدال على معنيين مستقلين على وجه سواء مثاله : العين كلمة عين تطلق على العين الباصرة هذه وعين الماء وعين النقد تطلق على هذا كله بالمعنى المشترك والذي يعين أحد المعاني هو السياق فتقول مثلا اشتريت نعم بعت عينا بدين يعني عين باصرة نعم لا عين ماء هو يحتمل لكن أيهما أقرب عين ماء ولا عين نقد ؟ الثاني .
إذا كان اللفظ يدل على معنيين متباينين واللفظ متعدد كالمعنى نسمي هذا إيش ؟ إذا كان اللفظ متعددا والمعنى متعددا نسميه متباين كإنسان وحجر بعير وفرس هذه متباينة نأتي إلى المعية وأشباهها من الكلمات إذا نظرنا إلى أصل المعنى المشترك وهو المصاحبة المعية في كل موضع تدل على المصاحبة لكنها تمتاز بحسب الموارد إذا قلت الماء مع اللبن هذه مصاحبة إذا قلت المرأة مع زوجها هذه مصاحبة ولا لا ؟ اشتركا في أصل المصاحبة لكن يختلف مصاحبة الماء للبن ومصاحبة الرجل لزوجته هل نقول بهذا الاختلاف صارت من الألفاظ المتباينة ؟ اصبر أو نقول نرجع لأصل المعنى وهو المصاحبة فتكون من الألفاظ إيش ؟ المشتركة إذ أطلقوا عليها اسما لائقا بها وهو المشككة أي أن الإنسان يتشكك هل هي من القسم المشترك أو من القسم المتباين نأتي المعية مثلا إذا قلنا الماء مع اللبن هذه لها معنى واضح مختلط إذا قلنا جاء القائد مع جنده هذه لها معنى آخر يختلف عن الأول فهل تجعله متباينا تجعل المعية لفظ يدل على أشياء متباينة أو تقول هي في الأصل مشركة في إيش ؟ في المصاحبة لكن كل واحد يمتاز بمصاحبته عن الآخر الواقع أن الثاني هو الأقرب هذا هو الأقرب ولكن مع ذلك لما كان يختلف الأمر بين الأصل وبين الصفة سموها مشككة ولا مشاحة في الاصطلاح .
الآن المعية قل هي لفظ ويختلف معناه بحسب ما أضيف إليه أو بحسب السياق طيب يقول : " فعلى التقديرين ليس مقتضاها أن تكون ذات الرب عز وجل مختلطة بالخلق حتى يقال : قد صرفت عن ظاهرها " من الذين قالوا إنكم صرفتوها عن ظاهرها ؟ هذه من الأمثلة يا إخوان أهل التعطيل قالوا أنتم يا من تدعون أنكم آخذون بالظاهر صرفتم معنى المعية لأن معنى المعية عندهم الذين يريدون أن يلزمونا به هو المخالطة فيقال هذا ليس بلازم المعية وإن كانت تقتضي الاختلاط في بعض السياقات لكن ليس هذا بلازم حتى تلزمونا بذلك .