قال المؤلف : " وقال في الفتوى الحموية ص102، 103جـ 5 من المجموع المذكور: وجماع الأمر في ذلك أن الكتاب والسنة يحصل منهما كمال الهدى والنور لمن تدبر كتاب الله وسنة نبيه، وقصد اتباع الحق، وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسماء الله وآياته. ولا يحسب الحاسب أن شيئاً من ذلك يناقض بعضه بعضاً البتة مثل أن يقول القائل: ما في الكتاب والسنة من أن الله فوق العرش يخالفه الظاهر من قوله: {وهو معكم}. وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الله قبل وجهه" ونحو ذلك فإن هذا غلط. وذلك أن الله معنا حقيقة ، وهو فوق العرش حقيقة ، كما جمع الله بينهما في قوله ـ سبحانه وتعالى ـ: {هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير}.فأخبر أنه فوق العرش، يعلم كل شيء، وهو معنا أينما كنا كما قال النبي، صلى الله عليه وسلم، في حديث الأوعال: "والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه". ا.هـ." حفظ
الشيخ : " وقال في * الفتوى الحموية * صفحة 102، 103جـ 5 من المجموع المذكور : وجماع الأمر في ذلك أن الكتاب والسنة يحصل منهما كمال الهدى والنور لمن تدبر كتاب الله وسنة نبيه، وقصد اتباع الحق، وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسمائه وآياته " شروط يحصل منهما كمال الهدى والنور شروط :
أولا : التدبر معنى التدبر التأمل في المعنى والتفكر في المعنى أما المعرض عن تدبر المعنى فهذا لا يحصل له كمال النور .
الثاني : وقصد اتباع الحق وهذه النقطة الوحيدة فإن بعض الناس يتدبر القرآن ويتدبر الحديث لا لقصد نصر الحق ولكن لقصد نصر قوله وهذا قد يحرم من الوصول إلى الحق ويدلك على أنه يريد نصر قوله أنه يحاول لي أعناق النصوص إلى ما إيش ؟ إلى ما يقول فيحرف لكن تدبر القرآن والسنة وأنت متجرد من الهوى تابع للقرآن والسنة لا تجعل القرآن والسنة تابعين لك حتى يحصل لك كمال النور والهداية وقال : وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه من الذي يبتلى بهذا ؟ هو الذي يريد أن ينصر قوله فتجده يحاول أن يلوي أعناق النصوص إلى ما يريد وهذا لا يوفق بل الواجب التسليم بما دل عليه الكتاب والسنة حتى لو كنت قلت بخلافه بالأول فارجع إلى الكتاب والسنة وإذا رجعت إلى الكتاب والسنة فتح الله عليك وأنار قلبك وسهل لك الرجوع إلى الحق وترك العناد وما أسهل الأمر على من وفقه الله إليه وإلا فالنفوس تريد أن تكون كلمتها هي العليا وهذا خلاف الذي يريد أن تكون كلمة الله هي العليا وهو يشبه الذي يجاهد شجاعة فليس في سبيل الله والذي يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا هو الذي في سبيل الله فعليك بحسن النية إن كنت تريد أن تصل إلى الحق وأن يفتح الله عليك من خزائن فضله فعليك بحسن النية وأنك لا تتدبر القرآن ولا تجتهد في الوصول إلى الحق إلا من أجل نصرة الحق أبشر بالخير إذا كنت هكذا وإلا ستخذل وستتردد وسيحصل لك مفاسد عظيمة اسمع قول الله عز وجل : (( ونقلب أفئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون )) وقال عز وجل : (( بل كذبوا بالحق لما جاءهم )) بعدها (( فهم في أمر مريج )) يعني لما كذبوا أول مرة اختلط عليهم الأمر وعجزوا عن الوصول إلى الحق فعليك عليك أن تقصد بيان الحق واتباع الحق ولو خالف قولك ولا تظن أنك مهزوم إذا رجعت عن قولك بمقتضى دليل الكتاب والسنة بل إنك إيش ؟ منصور وعزيز لأن الله نصرك على نفسك ومتى روضت نفسك على هذا سهل عليك الرجوع إلى الحق " يقول شيخ الإسلام رحمه الله في * الفتوى الحموية * : وأعرض عن تحريف الكلم عن مواضعه والإلحاد في أسماء الله وآياته " سبق معنا الإلحاد في الأسماء والإلحاد في الآيات أين سبق ؟ في القواعد وكذلك أيضا في الواسطية نعم بارك الله فيكم " ولا يحسب الحاسب " يعني لا يظن الظان " أن شيئاً من ذلك يناقض بعضه بعضاً ألبتة مثل أن يقول القائل : ما في الكتاب والسنة من أن الله فوق العرش يخالفه الظاهر من قوله : (( وهو معكم )) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الله قبل وجهه ) ونحو ذلك فإن هذا غلط " يعني الذي يظن أنها تتناقض لا شك أنه غالط وأنه لم يمعن النظر وأنه في الغالب يريد أن ينصر قوله ومع الأسف أن بعض الطلبة الآن يتتبعون المتشابه ليضربوا القرآن بعضه ببعض أو السنة ولكن إذا سلكت طريق التسليم ونزلت كل نص على ما هو عليه سلمت من هذا فاحذر هذا الأمر احذر أنتضرب الكتاب بعضه ببعض سلم ولا تأت بالمتشابهات لتضرب بها المحكمات " وذلك أن الله معنا حقيقة وهو فوق العرش حقيقة " هل يمكن هذا أو لا يمكن ؟ في حق الله يمكن في حق الله المحيط بكل شيء يمكن أما نعم الواحد منا الذي يحصره المكان فلا يمكن أن يقال في السقف وفي الأرض في آن واحد لا يمكن لكن الرب عز وجل يمكن أن يكون معنا حقيقة وهو فوق عرشه وهذه المعية ليست معية أنه في الأرض نفسها هذا لا يمكن كما سبق طيب " كما جمع الله بينهما في قوله سبحانه وتعالى : (( هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير )) " .
في أي سورة ؟ الحديد طيب " فأخبر أنه فوق العرش، يعلم كل شيء، وهو معنا أينما كنا كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديث الأوعال : ( والله فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه ) " .