قال المؤلف : " واعلم أن تفسير المعية بظاهرها على الحقيقة اللائقة بالله تعالى لا يناقض ما ثبت من علو الله تعالى بذاته على عرشه وذلك من وجوه ثلاثة: الأول: أن الله تعالى جمع بينهما لنفسه في كتابه المبين المنزه عن التناقض وما جمع الله بينهما في كتابه فلا تناقض بينهما. وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض فيما يبدو لك فتدبره حتى يتبين لك، لقوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}. فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون: {آمنا به كلٌ من عند ربنا}. وكل الأمر إلى منزله الذي يعلمه ، واعلم أن القصور في علمك ، أوفي فهمك وأن القرآن لا تناقض فيه. وإلى هذا الوجه أشار شيخ الإسلام في قوله فيما سبق: "كما جمع الله بينهما"." حفظ
الشيخ : قال : " واعلم أن تفسير المعية بظاهرها على الحقيقة اللائقة بالله تعالى لا يناقض ما ثبت من علو الله تعالى بذاته على عرشه وذلك من وجوه ثلاثة :
الأول : أن الله تعالى جمع بينهما لنفسه في كتابه المبين المنزه عن التناقض وما جمع الله بينهما في كتابه فلا تناقض بينهما لقول الله تعالى : (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض فيما يبدو لك فتدبره حتى يتبين لك لقول الله تعالى : (( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) "
.
أفلا يتدبرون هذا حصر يحض الله عز وجل على أن نتدبر القرآن ولاسيما إذا مرت بنا آيات ظاهرها التعارض لأن الله يقول : (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً )) " فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون : (( آمنا به كلٌ من عند ربنا )) وكل الأمر إلى منزله الذي يعلمه " كله يعني أوكله إليه نعم " واعلم أن القصور في علمك أو في فهمك " إذا وجدت شيئا متناقضا في القرآن فيما يبدو لك فهذا يدل على إيش ؟ قصور العلم أو قصور الفهم أو تقصير التدبر لكن كلامنا في المتدبر أحيانا يتدبر الإنسان ويتدبر ويتدبر ويبقى عنده إشكال فنقول إن هذا نقص ولكن ما موقفنا إذا عجزنا عن الجمع ؟ أن نقول آمنا به كل من عند ربنا وما كان من عند الله فإنه لا يمكن أن يتناقض ولا يتضارب " وإلى هذا الوجه أشار شيخ الإسلام في قوله فيما سبق : كما جمع الله بينهما " .