قال المؤلف : " قوله تعالى في الحديث القدسي:"وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعإذاًي لأعيذنه". والجواب: أن هذا الحديث صحيح رواه البخاري في باب التواضع الثامن والثلاثين من كتاب الرقاق. وقد أخذ السلف أهل السنة والجماعة بظاهر الحديث وأجروه على حقيقته. ولكن ما ظاهر هذا الحديث؟ هل يقال: إن ظاهره أن الله تعالى يكون سمع الولي وبصره ويده ورجله؟ أو يقال: إن ظاهره أن الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون إدراكه وعمله لله وبالله وفي الله؟" حفظ
الشيخ : يقول : " ( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل ) " أي بالتطوع الذي ليست بواجب ( حتى أحبه ) حتى هذه للغاية أي إلى أن أحبه واعلم أن حتى تكون للغاية وتكون ابتدائية وتكون تعليلية فقول الله تبارك وتعالى عن المنافقين : (( لا تنفقوا عند رسول الله حتى ينفضوا )) هذه ايش ؟ غائية غائية ليش ؟ ما يصلح المعنى لأنهم لا يريدون لا تنفقوا حتى ينفضوا فإذا انفضوا فأنفقوا عليهم لا يريدون التعليل من أجل أن ينفضوا عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتكون للغاية كثيرة مثل قوله : (( لن نبرح عليهم عاكفين حتى يرجع إلينا موسى )) طيب .
ويقول نعم ابتدائية مثل قول الشاعر :
" حتى ماء دجلة أشكل "
لأن الي بعدهما يكون مبتدأ الابتدائية الي يكون بعدها مبتدأ طيب استمع .
" ( حتى يحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه ) "
ادعى هؤلاء المعطلة عدوانا وظلما أن ظاهر الحديث أن الله نفسه عز وجل وحاشاه يكون سمعا للسامع وبصرا ويده ورجله أعوذ بالله هذه أجزاء من مخلوق فكيف يكون الخالق جزء من مخلوق هل هذا معقول ؟ لا ولذلك اسمع الرد عليهم .
" والجواب : أن هذا الحديث صحيح رواه البخاري في باب التواضع الثامن والثلاثين من كتاب الرقاق وقد أخذ السلف أهل السنة والجماعة بظاهر الحديث وأجروه على حقيقته ولم يؤولوه كما ادعى هؤلاء المعطلة ولكن ما ظاهر الحديث ؟ هل يقال : إن ظاهره أن الله تعالى يكون سمع الولي وبصره ويده ورجله ؟ أو يقال : إن ظاهره أن الله تعالى يسدد الولي في سمعه وبصره ويده ورجله بحيث يكون إدراكه وعمله لله وبالله وفي الله ؟ " .
الأول وإلا الثاني ؟ الثاني لا شك قطعا والأول لا يمكن أن يرد فإذا أحب الله تعالى عبدا سدده سدده في أقواله التي تدرك بالسمع وفي أفعاله التي تدرك بالبصر وكذلك أيضا في مسعاه وبطشه فيكون الله تعالى سمع هذا الإنسان أي أنه يسدد هذا في سمعه وبصره فيحجب سمعه عما يغضب الله وبصره عما يغضبه الله عز وجل وكذلك مسعاه وبطشه يكون على وفق ما يحبه الله عز وجل واستمع .