قال المؤلف : " والجواب عن السؤال الثالث من وجهين: الأول: أن الحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق هذا هو الميزان الصحيح وإن كان لمقام الرجال ومراتبهم أثر في قبول أقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال فإن الإنسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته فقد يكون الرجل ديناً وذا خلق ولكن يكون ناقص العلم أو ضعيف الفهم فيفوته من الصواب بقدر ما حصل له من النقص والضعف أو يكون قد نشأ على طريق معين أو مذهب معين لا يكاد يعرف غيره فيظن أن الصواب منحصر فيه ونحو ذلك." حفظ
الشيخ : " والجواب عن السؤال الثالث " ما هو السؤال الثالث ؟ عندكم في أول الكلام .
الطالب : ... .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : ... .
الشيخ : نعم " الجواب عن السؤال الثالث من وجهين :
الأول : أن الحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق هذا هو الميزان الصحيح وإن كان لمقام الرجال ومراتبهم أثر في قبول أقوالهم "
نعم الحق لا يوزن بالرجال لا شك وإنما يوزن الرجال بالحق ومعنى وزن الرجال بالحق أننا إذا رأينا الرجل متبعا للحق حريصا على اتباع الآثار صار عندنا جليلا ومعظما وإذا كان بالعكس نزل من تعظيمه وجلالته بقدر ما حصل منه من التقليد الأعمى .
والخلاصة أن الحق لا يوزن بالرجال وإنما يوزن الرجال بالحق كما أننا نقول : - ضابط آخر مهم - أقوال الرجل لا يحتج بها ولكنها ولكنه يحتج لها هاتان قاعدتان أو ضابطان مهمان لكن يقول : " وإن كان لمقام الرجال ومراتبهم أثر في قبول أقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال " هذا استدراك يعني لو قال قائل : إذا كنت لا تزن الحق بالرجال فهناك رجال إذا قيل للناس إنهم قالوا بكذا توقف الناس وأخذوا بأقوالهم لأنهم يعتبرونهم أئمة نقول : هذا صحيح لا شك أن القول يعتبر بقائله أيضا فلا نهدر الأئمة ولا نقول كما قال صغار العلم قليل المروءة لما نوقش أحدهم وقيل له : هذا قول الإمام أحمد قال : من الإمام أحمد ؟ من الإمام أحمد ؟ الإمام أحمد رجل وأنا رجل ولكن الفرق عظيم بين هذا وبين الإمام أحمد ولا شك أن هذا من الإعجاب بنفسه وأنه يخشى أن يحرم بركة العلم ومن قلة مروءته لأنه لو تلطف في الجواب وقال نعم الإمام أحمد على العين والرأس لكن ليس معصوما هذا صحيح، صحيح فالإمام أحمد حبيب إلينا ولكن الحق أحب إلينا منه وكذلك بقية الأئمة ولهذا استدركنا هذا الاستدراك ولا بد منه وإن كان لمقام الرجال ومراتبهم أثر في قبول أقوالهم وضرب مثلا بأن نقبل خبر العدل و نتوقف في خبر الفاسق فإنه لو قال لما رجل متبحر في العلم هذا حرام وقال لنا طالب علم صغير هذا حرام أيهما نثق به ؟ الأول لا شك أن نثق به أكثر " لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال فإن الإنسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته " هذا مسلم به أو غير مسلم به ؟ مسلم به " فقد يكون الرجل ديناً وذا خلق ولكن يكون ناقص العلم أو ضعيف الفهم فيفوته من الصواب بقدر - ما فاته اصبروا اصبروا - بقدر ما حصل له من النقص والضعف أو يكون قد نشأ على طريق معين أو مذهب معين لا يكاد يعرف غيره فيظن أن الصواب منحصر فيه ونحو ذلك " وهذا صحيح أن الإنسان يفوته من كمال العلم وكمال الفهم ما يفوته حتى يخطئ ولا مانع من أن يخطئ الإنسان ويرجع للصواب إذا تبين له وهذا يقع كثيرا .