معنى قول الناظم في القرآن: تكلم الله به صدقا وسمعه منه جبرائيل حقا حفظ
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله : " تكلم الله به صدقا وسمعه منه جِبريل حقا " " أو جَبرائيل حقا " أفادنا المؤلف أن جبريل لم يتلقه من اللوح المحفوظ وإنما سمعه من الله والقول بأن الله تكلم به ثم أنزله إلى بيت العزة في السماء الدنيا هذا في النفس منه شيء وإن كان يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما فالذي يَظهر أن الله يتكلم بالقرآن حين إنزاله وقوله تعالى : (( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ )) يحتمل أن المعنى في اللوح المحفوظ ذِكره كما قال تعالى : (( وإنه لفي زبر الأولين )) ومعلوم أن القرآن ما هو في زبر الأولين نفس القرآن إنما الذي في زبر الأولين هو ذكره فيحتمل أن الذي في اللوح المحفوظ هو أن القرآن سيكون ويُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وما أشبه ذلك فيكون المراد بكونه في اللوح المحفوظ ذكرُه لكن يضعف هذا الشيء نحو قوله تعالى : (( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون )) فإن ظاهره أن القرآن نفسَه كُتب في نفس اللوح المحفوظ نعم والله على كل شيء قدير قد يكتبه الله في اللوح المحفوظ ولكن لا يتكلم به إلا عند إنزاله نعم طيب .