( الرد على القائلين بأن الله ليس له حكمة ولا مشيئة )
وكذاك قالوا ماله من حكمة*** هي غاية للأمر والإتقان ما ثم غير مشيئة قد رجحت*** مثلا على مثل بلا رجحان
هذا وما تلك المشيئة وصفه*** بل ذاته أو فعله قولان
وكلامه مذ كان غيرا كان مخـ *** ـلوقا له من جملة الأكوان
حفظ
الشيخ : هذه الأبيات الأربعة أيضا في قوله في حكمة الله عز وجل يقولون إن الله سبحانه وتعالى ليست له حكمة يعني إذا نفوا الحكمة عن الله وصفوه بماذا ؟ بالسفه لأنه هو الذي يقابل الحكمة فقالوا إن الله ليس له حكمة لماذا ؟ قالوا لأن الحكمة غرض باعث على الفِعل والله عز وجل ليس له غرض منزه عن الغرض ولهذا من ألفاظهم ... الباطلة يقولون : " إن الله منزه عن الأبعاض والأعراض والأغراض " الأعراض والأبعاض منزه عن الأبعاض والأعراض والأغراض، يريدون بالأبعاض الوجه واليد والعين وما أشبه ذلك، الله منزه عن هذا، وعن الأعراض أي الصفات منزه عن الصفات لأن الصفات أعراض لا تقوم إلا بأجسام ، والأغراض يعني الحكمة الله ما له حكمة يفعل الشيء لمجرد المشيئة فقط نعم مثلما أي واحد ... ويشرب ماء عذب وماء مر كل شيء ليش فعلت ؟ هذا ... هذا ... هذا سليم ولا غير سليم ؟ غير سليم هم يقولون إن الله يفعل الأشياء كلها يخلق نارا وجنة يعذب هذا يكرم هذا وما أشبه ذلك بدون حكمة بل مجرد مشيئة شاء أن يفعل ففعل لماذا ؟ يسكت هكذا شاء مع أن القرآن والسنة مملوءان من إثبات الحكمة لله عز وجل سواء في أفعاله أو في تشريعاتِه هذا بالإضافة إلى اسمه الحكيم وبالإضافة إلى وصفه بالحكمة كما قال تعالى : (( حكمة بالغة فما تغن النذر )) قال الله تعالى لما ذكر المواريث (( يبين الله لكم أن تضلوا )) والثالثة في الأمور القدرية بين الله عز وجل أنه فعلها لحكمة عظيمة (( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار )) لإيش؟ لأي شيء ؟ (( لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله )) فأحكامُه الكونية والقدرية كلها مقترنة بالحكمة فمن شاء منكم أن يستقيم نعم (( فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا )) (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً )) ولا شك أن الله عز وجل موصوف بالحكمة وأن أحكامه الكونية والقدرية والشرعية مقرونة بالحكمة أيضاً ، ولا نعلم أفعالا تنتفي عنها الحكمة إلا وهي أفعال سفه لما فروا من ثبوت الحكمة لزمهم شر مما فروا منه وهو القول بالسفه هذا لازم لهم ومع قولهم إنه مجرد مشيئة قالوا هذه المشيئة ... ليست وصفُه فلا يوصف بأن شائي بناء على إيش ؟ على قاعدتهم بإنكار الصفات قالوا ما له حِكمة بل لمجرد المشيئة ثم قالوا وليس له مشيئة أيضاً بل المشيئة ليست وصفاً له ، اسمع كلام المؤلف : " هذا وما تلك المشيئة وصفَه *** بل ذاته أو فعله " لأن المشيئة إما أن تكون ذاته يعني هو كائن بذاته لا بصفته أو أن المراد بالمشيئة المُشاء يعني الفعل اللي هو المفعول .