( بيان عقيدة الجهم في نفيه الفعل عن الله وعن المخلوق وأن المخلوق مجبور على فعله والرد وقضى بأن الله ليس بفاعل*** فعلا يقوم به بلا برهان بل فعله المفعول خارج ذاته*** كالوصف غير الذات في الحسبان والجبر مذهبه الذي قرت به*** عين العصاة وشيعة الشيطان كانوا على وجل من العصيان إذ*** هو فعلهم والذنب للإنسان واللوم لا يعدوه إذ هو فاعل*** بإرادة وبقدرة الحيوان فأراحهم جهم وشيعته من اللـ*** وم العنيف وما قضوا بأمان لكنهم حملوا ذنوبهم على*** رب العباد بعزة وأمان وتبرؤوا منها وقالوا إنها*** أفعاله ما حيلة الإنسان ما كلف الجبار نفسا وسعها*** أنى وقد جبرت على العصيان وكذا على الطاعات أيضا قد غدت*** مجبورة فلها إذا جبران والعبد في التحقيق شبه نعامة*** قد كلفت بالحمل والطيران إذ كان صورتها تدل عليهما*** هذا وليس لها بذاك يدان فلذاك قال بأن طاعات الورى*** وكذاك ما فعلوه من عصيان هي عين فعل الرب لا أفعالهم*** فيصح عنهم عند ذا نفيان نفي لقدرتهم عليها أولا*** وصدورها منهم بنفي ثان فيقال ما صاموا ولا صلوا ولا*** زكوا ولا ذبحوا من القربان وكذاك ما شربوا وما قتلوا وما*** سرقوا ولا فيهم غوي زان وكذاك لم يأتوا اختيارا منهم*** بالكفر والإسلام والايمان إلا على وجه المجاز لأنها*** قامت بهم كالطعم والألوان جبروا على ما شاءه خلاقهم*** ما ثم ذو عون وغير معان والكل مجبور وغير ميسر*** كالميت أدرج داخل الأكفان وكذاك أفعال المهيمين لم تقم*** أيضا به خوفا من الحدثان فإذا جمعت مقالتيه أنتجا*** كذبا وزورا واضح البهتان إذ ليست الأفعال فعل إلهنا*** والرب ليس بفاعل العصيان فإذا انتفت صفة الإله وفعله*** وكلامه وفعائل الإنسان فهناك لا خلق ولا أمر ولا*** وحي ولا تكليف عبد فان حفظ
الشيخ : تضمنت شيئين :
الشيء الأول : أن الله سبحانه وتعالى ليس بفاعل فعلاً يقوم به فليس بخالق خلقا يقوم بذاته وليس بمستوٍ استواءً يقوم بذاته وليس بآت يوم القيامة إتياناً يقوم بذاته وليس بنازل للسماء الدنيا نزولا يقوم بذاته وليس برازق رزقا يقوم بذاته فلا يقوم بذاتِه فعل أبدا لماذا ؟ قال : لأن هذه الأفعال حوادث ولو قامت بالرب عز وجل لكان حادثا لأن الحوادث لا تقوم إلا بحادث شوف كيف الآن جعل التعطيل في قالب التنزيه اللي يسمع هذا الكلام يقول نعم صح هذا طيب لكنه في الحقيقة ليس تنزيها بل هو تعطيل لكمال الله عز وجل فيقول إن الله سبحانه وتعالى لا يفعل فعلاً يقوم به ثم يقول إن الإنسان أيضاً لا يفعل فعلا يقوم به نعم ويقول :
" والجبر مذهبُه الذي قرت به *** عين العصاة "
يقول الإنسان غير فاعل فعلا يقوم به لأنه مجبر على ذلك طيب من فاعل فعل الإنسان ؟ يقول هو الله هو فاعل فعل الإنسان وهذا من العجب فعل الله ينفونَه عنه وفعل العبد يثبتونه لله شوف الجنون مو العقل نعم فيقول إن الإنسان ليس بفاعل مجبر على فعله زنى سرق شرب الخمر قتل النفس كل ذلك مجبر صلى صام زكى حج بر الوالدين وصل الأرحام أحسن إلى الجيران كل ذلك مُجبر عليه ما له فيه أي فعل هذه الأفعال التي تقوم بالإنسان بمنزلة الأوصاف التي تكون في بدنه هو أحمر أبيض أسود طويل قصير باختياره ولا بغير اختياره ؟ بغير اختياره يقول نفس الأفعال كهذه الأعراض والأوصاف كالأوصاف تماماً ما له فيها أي إرادة أو أي قدرة فنفوا قدرة الإنسان على فعله واختياره وقالوا إن الفعل ليس فعله فهو ما صام ولا صلى ولا زكى ولا حج إلى آخره كيف ؟ قال نعم إذا معناه كلفه الله شيئا لا يطيقه كما تُكلف النعامة الحمل والطيران واحد شاف النعامة قال والله هذه كبيرة الجسم يلا حط عليها كيسين سكر وكيسين رُز لأنها كبيرة الجسم تتحمل وشاف جناحيها ويش قال ؟ قال هذه تطير لازم نكلفها بالطيران والحمل ما تطيق قال هكذا أفعال الإنسان مكلف بها وإن كان هو لا يطيقها، إذن هؤلاء الجماعة والعياذ بالله نفوا فعل قيام الأفعال بالله ونفوا قيام الأفعال بالإنسان وبذلك أبطلوا القدر والشرع نعم وأبطلوا الحِكمة وقد سبق أنهم لا يثبتون لله حكمة ولا لا ؟ إذا كان الإنسان يفعل بغير اختياره كيف نمدح المطيع ونذم العاصي كيف نعاقِب العاصي وكيف نثيب المطيع ؟ وإذا كان الله لا يقوم به فعل فأين كلامُه وأين فِعله وأين خلقه وأين تدبيره إذن يلزم على قولهم نفي الشرائع كلها وإبطال القدر والشرع نعم لأنهم ما يرون أن هذا فعل قائم بالله يعني يرون أن الله عز وجل أن فعل الله هو المفعول فقط أما أن يكون فعل قائم به لا فهو مخلوق بلا خلق قائم بالله والله خالق بلا وصف قائم به بل خالق أي له مخلوق إي نعم .
الطالب : ...تناقض .
الشيخ : بلى كيف تناقض .
الطالب : يثبتون الفعل لغير الله عز وجل ... .
الشيخ : إي هم يثبتون أن فعل العبد فعل الله ثم ينكرون فعل الله اللي هو متصف به وهذا أكبر تناقض إي نعم .
لا شك أن القول الذي لا يقبل العقل سواه هو ما دل عليه الكتاب والسنة أن الله موصوف بالأفعال وأن الأفعال وصفُه سبحانه وتعالى قائم به ولا يلزم من حدوث الفعل حدوث الفاعل بلا شك وهل يمكن مفعول بلا فعل ؟ أبداً، هل يمكن أن يوجد قصر بدون بناء من بانيه أبدا فالمفعول يلزم منه سبق الفعل وإلا لما حصل المفعول ونقول أيضاً إن الإنسان فاعل هو الفاعل ولو لم يكن الفاعل لكان الرجل إذا زنى راح نضرب واحد ما زنى ولا لا ؟ لأن هذا ما فعل نعم فعل فنقول ما دل عليه الكتاب والسنة أن للإنسان فِعلاً قائماً به يحمد عليه ويذم ويُثاب ويعاقب ويصل به إلى الدرجات العُلى أو للدركات الأسفل من النار هذا لا شك فيه وهو مقتضى العقل والشرع نعم .