( الكلام على المعطلة وبيان شبههم ووصفهم الله بالعدم والرد عليهم، وبيان انقسام الجهمية إلى قسمين ) وأتى فريق ثم قارب وصفه*** هذا ولكن جد في الكفران فأسر قول معطل ومكذب*** في قالب التنزيه للرحمن إذ قال ليس بداخل فينا ولا*** هو خارج عن جملة الأكوان بل قال ليس ببائن عنها ولا***فيها ولا هو عينها ببيان كلا ولا فوق السموات العلى*** والعرش من رب ولا رحمن والعرش ليس عليه معبود سوى ال *** عـدم الذي لا شيء في الأعيان بل حظه من ربه حظ الثرى*** منه وحظ قواعد البنيان لو كان فوق العرش كان كهذه الـ*** أجسام سبحان العظيم الشان حفظ
الشيخ : هذه الفقرة تتضمن قولاً آخر كله تعطيل محض للرب عز وجل وإنكار لوجوده في الواقع وهو عكس القول الأول الذي قبله القول الأول الذي قبله يقول إنه بذاتِه في كل مكان هذا يقول ليس بداخل ولا خارج ولا بدائم ولا هو عينُها ولا متصل ولا منفصل بالمخلوقات ولو قال قائل : ما هو العدم لم تجد شيئاً أدقَ وصفاً من هذا الوصف ولهذا يعتبر قولهم هذا تناقضا مع قولهم بأن الله موجود كيف تقولون الله موجود وهو موصوف بهذه الصفات ليس بداخل في العالم ولا خارج منه، ولا فوقه ولا تحته ولا يمين ولا شِمال ولا متصل ولا منفصل فأين يكون؟ ها معدوم ولهذا قولُهم : يعتبر مناقضا أو متناقضا لأنهم إذا قالوا إنه موجود ثم وصفوه بهذه السُّلوب فهذا هو النفي المحض والعدم المحض لكن مع ذلك يقولون هذا يعبدون معبودا لا يدرون أين هو ما يدرون هو فوق ولا تحت بل يعتقدون أنه لا فوق ليس يجهلون فقط يعتقدون أنه لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال ولا متصل ولا منفصل نعم هم يعتقدون أنهم يعبدون هذا الرب نعم هؤلاء هم طائفة من الجهمية وهم المتأخرون منهم وكذلك المعتزلة يقولون ليس بداخل العالم إلى آخره فالجهمية انقسموا قسمين :
أوائلهم قالوا بالقول الأول إنه بذاته في كل مكان
والثاني المتأخرون نفوا هذا وعطلوه فقال : ليس بداخل ولا خارج طيب لماذا تقولون هذا القول قال لو قلنا إنه فوق السموات أو على العرش لزم أن يكون جسماً والله منزه عن الأجسام نعم .